الحق على الكورونا أو نزار بنات يُقتل من جديد
يبدو أننا بإزاء حالة أخرى يتمّ فيها ارتكاب الجريمة، ثم الإفلات من العقاب، بطريقة فجّة فادحة وبلا مواربة، فلنتحسّس رؤوسنا ولنتجوّل بحذر ولنتلفّت ذات اليمين وذات الشمال أيها السادة، فلربّما هنالك من يرصد ويترصّد، وهو يستحوذ على ترخيص للقتل، وضمان، من ثمّ، للإفلات من العقاب…!
نحن ننتمي الى أمة أنجبت خير خلق الله، أنبياء ورسل وصالحين وحكماء، ولكنها وفي ذات الوقت، وكيما يتحقق التوازن الكوني، أنجبت نماذج من البشر تنتمي في حقيقة الأمر الى فصيل من الوحوش لا يدبّ على الأرض دبّاً، بل يسير على قدمين، ولا تحمل بين جنبيها أيّ قدر من الرحمة والذات المثالية تم استئصالها، والأخلاق ألقي بها مبكّراً إلى قارعة الطريق كأنها خرقة بالية.
بفجاجة وفظاظة وبلا شعور بالندم، يُقطّع جمال خاشقجي إرباً إرباً، ثم يُذاب فيصبح أثراً بعد عين! ويُضرب نزار بنات بعتلةٍ فيتمّ تهشيم عظامه بلا رحمة ولا هوادة، ويُزجّ بأشلائه الى دبّة السيارة كما وكأنها نفايات بائدة! وتُقنص شيرين أبو عاقلة بدمٍ بارد ومع سبق الإصرار والترصّد، وتطوي دولة الإحلال ومن ثمّ تغلق التحقيق…!
هكذا، تُقتل النخب ويُمثّل بها في بلاد الأعراب وكيان الإحلال وسلطة الخنوع للعدوّ والتنمّر على شعبها، وثمة من ينادي بالاشتكاء الى المنظمات الدولية ومحاكم العدل العالمية…!
وفي واقع الحال انّ من ينحو نحو هذا النحو، هو كالمستجير من الرمضاء بالنار، لا مناص من تخليق أجسام تجلب العدالة خارج نطاق أنظمة التغول ومؤسسات الأممية التي ثبت قلة فاعليتها، أجسام منبعثة من صميم الاستضعاف، تفرض الحق وتحقق العدل ولا يفلت في ظلها أحد من العقاب.