مقاومة الطغيان
انّ السكوت على كل هذا العنت والتجبّر والإرتهان لأعداء الوطن هو في واقع الحال إدانة لذاتنا قبل ان تكون إدانة لأي أحد آخر، فكيفما تكونوا يولى عليكم.
رفعت الأقلام، وجفّت الصحف، التقاعس والتخاذل وعدم التصدي للظلم وللظالمين ليس صبرًا… هو وهَن في الإيمان وتذلّل لا يرتضيه الله للمؤمن، تفريط بالأوطان، نهب للثروات، قتل للحريات، ثم الفتك بكل من تسوّل له نفسه كشف الحقيقة، واستباحة لكل المحرمات، وقلب للحقائق…
أما ثالثة الأثافي فهي الارتهان لأعداء الأمة، والارتضاء بأن يكونوا أداة طيعة في يد مغتصبي بلادنا وناهبي ثرواتنا. السكوت على كل ذلك هو قبول به، فالساكت عن الحق، شيطان أخرس، وأعظم الجهاد عند الله، كلمة حق عند سلطان جائر، ودعونا من مسخرات الوهابية وتهافتها وخروجها عن كل ما هو منطق وما هو حق، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، اما إطاعة ولي الأمر ولو ضرب ظهرك بالسياط،
ولو سرق مالك، فذلك هراء وهابي أريد به تحطيم الأمة، فتلك هي وصفة للانتحار الجماعي، لا أفهم كيف يسكت على هذا القابع في المقاطعة، ولم يترك شيئاً فيه انبطاح للعدو وتفريط بالحقوق إلا فعله مع سبق الاصرار والترصد، الاستمرار في السكوت عليه غدا جريمة، وأصبح مشاركة في النكوص.