عون التقى هنية و»مجموعة السلام العربي»: المقاومة في لبنان وفلسطين ليست إرهاباً
جدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موقف لبنان من القضية الفلسطينية والمتمثّل بتأكيد «حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس وتكريس حق العودة إلى أرض فلسطين للاجئين الفلسطينيين»، مشدّداً على «أن من حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم الاحتلال وأن المقاومة ليست بإرهاب، لا هي في فلسطين إرهاباً ولا المقاومة هنا في لبنان وحزب الله إرهاباً»، رافضاً «أن توصف المقاومة بوصف الإرهاب طالما أنها مقاومة ضد الاحتلال».
مواقف عون نقلها عنه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الدكتور إسماعيل هنية، خلال استقبال عون له أمس في قصر بعبدا، على رأس وفد من الحركة.
وعبَّر هنية في مستهل اللقاء، عن «تقدير الشعب الفلسطيني للدعم الذي يلقاه في لبنان، رئيساً وشعباً، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرّ بها»، ثم أطلع الرئيس عون على آخر التطورات في فلسطين وما يقوم به الاحتلال «الإسرائيلي» في مدينة القدس وغزة والضفة الغربية «ولا سيما مشاريع الاستيطان التي تُنفذّ إضافةً إلى التعرّض الدائم لأماكن العبادة واقتحام المسجد الأقصى وغيرها من الممارسات العدوانية».
ونوّه هنية بـ»صمود الشعب الفلسطيني ومواجهته للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة»، محيياً الشهداء الفلسطينيين «الذين سقطوا في هذه المواجهات».
وفي نهاية الزيارة، قال هنية في تصريح «لقد تعرّضنا في حديثنا للحصار الظالم الذي ما زالت تعيشه غزة منذ 15 عاماً بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإخضاع المقاومة في فلسطين وغزة لإرادة الاحتلال، امتداداً إلى ما يعيشه أهلنا في مخيمات لبنان، بعد 74 عاماً على النكبة واللجوء. وأكدنا لفخامة الرئيس أننا نرفض التوطين والوطن البديل والتهجير، ومتمسكون بحق العودة إلى أرض فلسطين، وتمنينا على فخامته والدولة اللبنانية النظر بإيجابية إلى بعض متطلبات الحقوق الإنسانية لأهلنا في المخيمات خصوصاً أن هناك تراجعاً كبيراً في الخدمات التي تقدمها أونروا للمخيمات الفلسطينية».
وتمنى «للبنان الاستقرار والأمن والعافية، لأن قوة لبنان واستقراره هما قوة لفلسطين ودعم للمقاومة فيها». مؤكداً «تضامننا الكامل مع لبنان في مواجهة التحرّش الإسرائيلي على الحدود البحرية اللبنانية -الفلسطينية، وليس اللبنانية – الإسرائيلية، في محاولة لسرقة الثروات الطبيعية للبنان، من الغاز أو النفط».
واستقبل عون وفداً من «مجموعة السلام العربي»، ضم، الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد، وزير الداخلية الأردني السابق المهندس سمير حباشنة، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» السفير السابق في لبنان عباس زكي، أكرم عبد اللطيف جراب، عبد الحسين شعبان، فهد الحباشنة وأبو الفضل بعجي.
في مستهل اللقاء، تحدث ناصر محمد ناقلاً تضامن «مجموعة السلام العربي» مع لبنان، رئيساً وحكومةً وشعباً ومتمنياً للرئيس عون «التوفيق والنجاح في استكمال مهمته الوطنية والقومية»، داعياً إلى أن «يتجاوز لبنان الظروف الصعبة التي يمرّ بها»، معرباً عن ثقته بـ»قدرة الشعب اللبناني على ذلك».
ثم عرض للأوضاع العربية عموماً و»الجهود التي تبذلها المجموعة من أجل تحقيق أهدافها وتعميم السلام من خلال الحوار»، لافتاً إلى أن المجموعة «بذلت جهوداً كبيرة مع عدد من الأطراف المختلفين في الدول العربية للوصول إلى حلّ سياسي للأزمات القائمة سواء في اليمن أو سورية أو ليبيا».
كما تحدث كل من حباشنة وزكي وشعبان عن الأوضاع العربية.
ورد عون مرحباً بالوفد، منوهاً بالجهود «التي تبذلها المجموعة لتحقيق الأهداف التي نشأت من أجلها»، مشدداً على «أهمية وحدة الموقف بين الدول العربية التي تُعاني من انقسامات وخلافات تنعكس على شعوبها وعلى السلم والاستقرار فيها». وركز على «أهمية التعاون العربي في المجال الاقتصادي والتقاء مجموعة دول الشرق مع دول الخليج في سوق اقتصادية واحدة ستكون لها أثرها الكبير على نهضة هذه الدول وشعوبها».
واعتبر أن «التضامن العربي تعرّض للاهتزاز بفعل الأحداث التي شهدتها الدول العربية»، مشدداً على أن «إعادة اللحمة والتضامن هما حجر الزاوية في إعادة تمتين العلاقات بين هذه الدول، ولا خيار مفيداً غير ذلك».