الإفلات من العقاب
كولن بأول… وزير خارجية أميركا الأسبق في عهد السيّئ الصيت والسمعة جورج دبليو بوش، يتحدث في ما يتحدث عن تجربته تلك ويصفها بالتجربة المريرة المروّعة حينما انبرى ليطلق أكاذيب يندى لها جبين أيّ إنسان فيه ذرّة من أخلاق، ومن على منصة الأمم المتحدة وعلى رؤوس الأشهاد، مما ترتّب عليه بالمباشر وبغير المباشر قتل مليون ونصف مليون عراقي!
توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق يقف على منابر الخطابة ليذرف دموع التماسيح ندماً وأسفاً على مشاركته في حرب ضدّ العراق إرضاءً لحليفه بوش الإبن وإرضاءً لمطامع امبراطوريته البائدة.
مع الفارق، عملاء “إسرائيل” والغرب في لبنان والذين تلطّخت أيديهم بدماءٍ مدرارة سالت منذ أربعين عاماً على ثرى مخيّمي صبرا وشاتيلا وباعتراف التقارير الواردة من أسيادهم في “إسرائيل” وبالتفصيل المملّ، وغير ذلك كثير من مرتكبي الفظائع بحق شعوبنا وبحقّ وجودنا ما زال مرتكبوها يسرحون ويمرحون ولا يؤتى بهم إلى مضمار العدالة لنيل العقاب اللازب؟
هل نحن أمة تقتل ويُباد أطفالها وشيوخها ونساؤها ويفلت القاتل دوماً من العقاب، بل ربما هنالك ما هو أدهى وأمرّ، وهو انّ القتلة في كثير من الأحيان يكافؤون على جرائمهم ضدّنا ويجزلون العطاء، ولنا في طوني بلير مثال حيّ على ذلك، والذي أنيطت به قيادة اللجنة الرباعية بعد ذلك بمقابل مادي مجزٍ يسيل له اللعاب…!؟
