المؤتمرات العامة للفصائل الفلسطينية أسئلة وتوقعات…
} حمزة البشتاوي*
في ظل حصار ومعوقات وكسل متراكم، تعقد الفصائل الفلسطينية مؤتمرات عامة وإنْ في فترات متباعدة كي تخرج من مربع الجمود وتجدّد هيئاتها الداخلية على أسس سياسية وتنظيمية، وتنتخب قيادات جديدة تواكب الأحداث وتنهض بالحالة الوطنية بعد مراجعة للمرحلة السابقة تفضي إلى وضع خطط مستقبلية مع إبراز الهوية الفكرية والرؤية السياسية بجرأة تتجاوز الصعوبات وتأخذ بالحسبان المنطلقات والثوابت والمزاج الشعبي العام بإبداع يتناسب مع الواقع والتحديات.
وفي مطلع هذا العام عملت وتعمل خمسة فصائل فلسطينية على إتمام مؤتمراتها حيث أنهت حركة حماس مؤتمرها بصيغة مختلفة عن آلية المؤتمر العام الذي تعتمده الفصائل الفلسطينية وأفرز ثلاث قيادات رئيسية في ثلاث ساحات وسط تركيز إعلامي على الإنتخابات أكثر من الجانب التنظيمي والسياسي مع الإعتماد على التبديل بدل التجديد لإرضاء جمهورها والحفاظ على وحدتها أمام التحديات التي تواجهها.
وفي شهر أيار اختتمت الجبهة الشعبية أعمال مؤتمرها الثامن الذي أكدت فيه على رؤيتها السياسية وانتخبت قيادة جديدة مع تركيز على قضية الأسرى ومن بينهم الأسير القائد أحمد سعدات حيث عدّل النظام الداخلي وأعيد إنتخابه أميناً عاماً لها، وبلغت نسبة التجديد في هيئاتها القيادية أكثر من 50% ودعت إلى إنتخاب مجلس وطني يمثل الداخل والشتات ويعيد لمنظمة التحرير مكانتها ودورها.
وتتحضر حركة فتح لعقد مؤتمرها الثامن بعد تأجيل متكرّر يتمّ ربطه بظروف وأسباب داخلية وخارجية بدءاً من القدس والضفة وصولاً إلى روسيا وأوكرانيا والصين وتايوان إضافة لأسباب تتعلق بخلافات وتوترات داخلية والحاجة إلى موافقات عربية وإسرائيلية للإنتقال والسفر، ويتوقع من المؤتمر بحال عقده أن يرسم إستراتيجية عمل الحركة للسنوات المقبلة وينتخب لجنة مركزية ومجلس ثوري يحافظ على وحدتها من رياح التشظي والإنقسام.
كما تتحضر «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة» لعقد مؤتمرها العام التاسع بعد عام على رحيل مؤسّسها القائد التاريخي أحمد جبريل حيث تسعى إلى تصليب وحدتها الداخلية وتفعيل حضورها وتطوير علاقاتها مع مختلف القوى والتيارات الفلسطينية لتعزيز الوحدة الميدانية بمواجهة الإحتلال، ويتوقع أن يتمّ إجراء تعديلات على النظام الداخلي والبرنامج السياسي مع الدعوة إلى إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير على أسس ديمقراطية، مع إعطاء الأهمية لقضية اللاجئين والمخيمات التي انطلقت منها الثورة والجبهة وتأمين الحياة الكريمة للاجئين من خلال الدفاع عن مصالحهم على طريق الفداء والعودة والتحرير.
كما تتحضر أيضاً حركة الجهاد الإسلامي لإنهاء أعمال مؤتمرها وفق ما رسمته لنفسها من قواعد وأسس للعمل التنظيمي ومبدأ الشورى والديمقراطية ومن المهمات الأساسية للمؤتمر إعادة تأكيد ثوابتها ومواقفها وانتخاب مجلس للشورى ومكتب سياسي وأمين عام يشترط أن يكون مقيماً في الخارج لأسباب أمنية تطبق نسبياً في غزة وكلياً بالضفة بسبب الملاحقات المستمرة من قبل الاحتلال.
ويلاحَظ في هذه المؤتمرات التركيز على الأسماء والأشخاص أكثر من تطوير السبل والأفكار وهذا يؤثر على التوقعات والأسئلة التي يمكن حصر بعضها بما يلي:
– هل ستعيد الفصائل ترتيب أوضاعها وعلاقاتها مع الناس.
– هل ستخرج المشروع الوطني من حالة انسداد الأفق وفقدان الاتجاه ومأساة الانقسام.
– هل ستعطي أولوية لأوضاع اللاجئين والمخيمات وخاصة مخيم اليرموك ومخيمات لبنان.
– هل ستتحرك لوقف تهميش القضية الفلسطينية والتأكيد على خيار المقاومة بدل المفاوضة.
– هل ستتوجه نحو الإستفادة من الطاقات الفلسطينية بالخارج.
وهناك المزيد، ولكن إنْ تحقق بعض ما ذكر فهللو
هللويا هللويا…
*كاتب وإعلامي