ناصر قنديل يحاضر بدعوة من ملتقى الجمعيات الأهلية في صور ومنطقتها : لبنان والمنطقة والعالم إلى التسويات لأنّ الحرب فوق طاقة أميركا وحلفائها فشل الرهان على سقوط روسيا وإيران ولبنان بالضربة المالية القاضية
رجح النائب السابق ناصر قنديل تراجع «إسرائيل» أمام لبنان في ملف الغاز والنفط، في ضوء تموضع لبناني عند مطالب لا يمكن تبرير رفضها، فيما «إسرائيل» لا تملك قدرة الذهاب الى حرب رغم كلّ السقوف العالية لخطاب قادتها، كما توقع ان تتحرك أوروبا وأميركا نحو خيار التسويات في ملف الحرب الأوكرانية والملف النووي الإيراني بعد فشل الرهانات على سقوط روسيا وإيران بالضربة المالية القاضية وتصاعد التداعيات السلبية للعقوبات على الاقتصاد الغربي عموماً والأوروبي خصوصاً.
وكان ملتقى الجمعيات الأهلية في صور ومنطقتها قد نظم محاضرة سياسية لرئيس تحرير صحيفة «البناء» الكاتب والنائب السابق ناصر قنديل في قاعة مجمع مسجد الخضرا في صور بحضور حشد من الشخصيات السياسية والاعتبارية في المدينة والمنطقة.
المحاضرة بدأت بتقديم من رئيس جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية الكاتب الدكتور عماد سعيد الذي رحب بقنديل مشيداً بمسيرته السياسية والإعلامية والوطنية كمحاور معروف مشهود له بسعة الاطلاع والثقافة، ثم أشار الى موضوع المحاضرة التي تتناول الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلد.
وتحدث قنديل فقال انّ هدف الأميركيين كان من البداية ان لا يكون ايّ كيان مستقراً في العالم العربي، ولا دولة وطنية عامرة ولا بناء اقتصادات قوية، وانّ ايّ نهضة اقتصادية في مصر أو سورية او العراق او لبنان أو غيرها خطر على الكيان الصهيوني.
وأشار إلى أنّ ما يجري اليوم انّ الأوروبيين تعاملوا مع العدو الصهيوني لتأمين نهب النفط والغاز من المنطقة. ومن المعروف انّ الكيان موجود لنهب ثروات الأمة. وتابع ان المواجهة مع الكيان ليست أمراً اختيارياً لمن يريد استقراراً او استقلالاً، والتاريخ شاهد على أنّ العدو مهتمّ باللعب بعلاقاتنا الداخلية والطائفية في لبنان.
ولفت قنديل إلى أنّ العدو لم يحترم القرارات الدولية ولم ينسحب من الجنوب الا نتيجة المقاومة. وقال في إطار آخر إننا لم ننضج في لبنان كوطن ولم نقل بعد ايّ لبنان نريد وان لبنان الرسمي لم يغادر المحور الأميركي حيث السياسة الخارجية للبنان تجاه حرب اليمن وحرب أوكرانيا في الخندق الأميركي، ومؤسّسات لبنان المالية والعسكرية والقضائية موزعة بين من يتلقى التعليمات الأميركية كحال مصرف لبنان ومن يقيم الحساب لعدم إغضاب أميركا.
وقال قنديل رداً على سؤال إنه يعتقد بأنّ ما يستحق جعله هدفاً للنضال هو حماية المقاومة والحفاظ على السلم الأهلي، لأنّ الاعتقاد بفرص جدية للتغيير في لبنان لن يجلب إلا الإحباط، فالتغيير الاقتصادي يحتاج لقيادات سياسية من النخب لا تخشى العقوبات الأميركية او الخليجية… والتغيير السياسي يحتاج إلى قيادات تدرك الحاجة لربط الإصلاح برفض النظام الطائفي وحماية المقاومة.
وفي مجال آخر أكد قنديل انّ العدو يخشى الدخول في حرب مع المقاومة التي ستدخل الى الجليل الفلسطيني إذا غامر العدو واستهدف لبنان، وانّ جبهة لبنان هي الأخطر على العدو وتهدّد مستقبل الكيان، وقال من حسن حظ لبنان وجود السيد حسن نصرالله الذي يملك الحكمة والشجاعة في كلّ التجارب ونحن نزداد ثقة بقدرته وشجاعته وحسابات وجدية المقاومة بالضغط على الزناد عند الحاجة، والعدو أضعف من ان يذهب إلى أيّ حرب… انّ العدو يخشى من البر وانّ المقاومة جادة في الدخول إلى الجليل اذا حصل ايّ عدوان على لبنان.
وقال: لولا وجود المقاومة في لبنان لما وصل الوسيط الأميركي للحديث عن النفط والغاز في لبنان وحق لبنان فيه…
كما أشار إلى أن لا نصاب وطنياً لخيار التغيير في لبنان، وانّ النصاب الطائفي هو الغالب. وشدّد على الحاجة الماسّة الى مجلس نيابي خارج القيد الطائفي وإلى مجلس شيوخ، ومصفاة نفط ومحطات كهرباء.
إشارة إلى أنّ المحاضرة استمع اليها الشيخ علي حسن عبدالله إمام مسجد الخضرا وممثل حزب الله الشيخ عبد الكريم الراعي مسؤول مركز الإمام الخميني في صور والقنصل علي أحمد عجمي والإعلامي فادي سعد وممثل عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد مراد، وأحمد غنيم عن حزب الشعب وعبد فقيه ممثل جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني، وسعدالله شميساني عن نادي الوحدة، ووفد نسوي من لجنة المرأة، الإعلامية الشاعرة وفاء بيضون صاحبة موقع ومجلة «وفاء ماغازين»، الناشط الاجتماعي غسان ابو جهجه، الشاعر ابراهيم عز الدين، المخرج الفنان علي كلش، المخرجة الأستاذة زينات سلمان، الشاعرة زينب دياب، الشاعر وليد قهوجي، الناشط صالح خشان، السيد علي حسين ممثل جمعية المبرات الخيرية وقيادات ووجوه اجتماعية لبنانية وفلسطينية.