بيلاروسيا تقلب الطاولة في البلطيق
كلام مفوّض شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن حل قريب للحصار على إقليم كالينينغراد الروسي على البلطيق والمرتبط براً بليتوانيا، يأتي عقب النقلة التي فاجأ بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خصومه في كيفية إدارته للملف، مع الإشارات التي تقول بأن ملف البلطيق برمّته سيصبح عهدة للحليف البيلاروسي، وتزويده بالسلاح اللازم إن اقتضى الأمر لمواجهة نووية.
بيلاروسيا تفصل بولندا عن ليتوانيا ولاتفيا واستونيا تصبح مع توليها ملف كالينينغراد من دول البلطيق المقابلة لفنلندا والسويد المرشحتين لعضوية حلف الناتو، ويصبح على الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الاستعداد لفرضيّة حرب مع بيلاروسيا إن أقدمت على عملية برية على خط الحدود البولندية اللاتفية لتأمين السيطرة على ممر سوالكي، وتكون روسيا في الصفوف الخلفية داعماً لبيلاروسيا، فلا تكون روسيا قد أخلت بقواعد الاشتباك القائمة على الالتزام بتفادي الدخول في مواجهة مباشرة من جانبي روسيا والناتو، ولذلك سيكون على الناتو البقاء في الصفوف الخلفية وترك ليتوانيا تواجه بيلاروسيا، مع يعني تحوّلها الى أوكرانيا ثانية.
منذ بدء الحرب في أوكرانيا والرئيس الروسي يفاجئ خصومه، سواء بمبادراته الشجاعة أو بحساباته الدقيقة، أو قدرته على احتواء الهجمات المبرمجة مالياً ضد روسيا، وصولاً للحنكة الدبلوماسية في الإفلات من محاولات حشره بين الخيارات الصعبة، والالتفاف على مشاريع الحصار.
ان ذهبت الأمور في كالينينغراد نحو تراجع ليتوانيا وفق المعنى الذي يحمله كلام بوريل، أو ذهبت نحو عملية عسكرية لبيلاروسيا لفك الحصار فإن الأكيد هو أن روسيا لا تزال تربح بالنقاط في حرب معلوم سلفاً ان لا أحد يستطيع ربحها بالضربة القاضية.