إيران الصبر العظيم والنصر العظيم
قدّمت إيران خلال أربعة عقود نموذجاً يُحتذى لدولة الاستقلال الوطني، وقد مثل عنوانها الإسلاميّ أحد تعبيرات هذا الاستقلال، لكن الاستقلال لم يكن مجرد عنوان، فقد نجحت إيران بتحقيق أعلى مستويات الاكتفاء الذاتي الزراعي والصناعي، وتمكنت بفضل ذلك من توفير شروط صمودها بوجه الحصار التجاري والمصرفي.
ما يشهده الملف النووي الإيراني، وما هو متوقع أن يشهده خلال الأيام القليلة المقبلة، يأتي ثمرة هذه الروح الاستقلالية التي أطلقتها إيران في المنطقة، فقد نجحت إيران بحماية ثوابتها المتمثلة برفض أي مناقشة للملفات الإقليمية التي تمثل قضايا شعوب المنطقة، من لبنان الى اليمن وصولاً إلى فلسطين، ملتزمة من جهة بحصر التفاوض في الملف النووي، ومن جهة مقابلة بتأكيد وقوفها مع القضايا العادلة للشعوب، وفي طليعتها حق المقاومة، وبصورة خاصة بوجه كيان الاحتلال الغاصب لفلسطين.
دار الغرب وناور، لكن الوقت يعمل لصالح ايران في ملفها النووي، ويعمل في غير صالح الغرب في ملف الطاقة، حيث إيران خزان استراتيجي، فدقت ساعة الغرب وجاء يعترف بقيمة الصبر الإيراني العظيم، ويقرّر النزول عن الشجرة.
الملف النووي لإيران بدوره يقدم نموذجاً لمفهوم التنمية القائم على دخول عوالم التقنيات العالية، حيث العلماء الإيرانيون يشكلون ثروة أهم من النفط في إيران، وهم موزعون على كل ميادين التكنولوجيا وأبحاثها وابتكاراتها، تنفق عليهم وعلى أبحاثهم دولتهم الكثير، لتنال من عائدات نتاجهم الكثير، وأكثر الكثير هو شعور العزة والكرامة.
تستحق إيران الاحتفال بالنصر العظيم بعد هذا الصبر العظيم.