مشروع بايدن: «ناتو إسرائيليّ» بأموال العرب بلا قنبلة إيرانيّة!
محمد صادق الحسيني
كلّ شيء يتحرك بسرعة وفجأة من أجل تنفيذ تعليمات السيد الأميركي المختنق في الشرنقة الأوكرانية!
تتزاحم الزيارات والمصالحات بين عواصم المتخاصمين، وتعود طاولة المفاوضات النووية الى الانتعاش بشكل سريع، وتنقل بحركة أوروبية انقلابية من فيينا لتصبح على مقربة من عرش ابن سلمان المهدّد بالباليستي اليمني ويُستدعى «الحاجب «
العراقي ليقوم بدور التهدئة بين الرياض وطهران.
وتتحرك «المقاصة» المالية القطرية لتحلل ما هو محرّم على بايدن داخلياً في الوقت الراهن بخصوص إطلاق سراح الأموال الإيرانية المجمّدة.
وقد يتوّج ذلك في مسقط لتحضر بريطانيا كشريك فاعل!
إنها حركة «دمج» قرار الدولة الأميركية العميقة المهزومة عالمياً والمنسحبة من منطقتنا بحالة الضعف والهزال الصهيوني وعجزه عن حماية أمنه بنفسه لينبلج عملياً الإعلان عن «مشروع بايدن الإسرائيلي الجديد» من إحدى مدن الملح في منتصف تموز المقبل.
ودائماً على قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات» سيبرّر الأميركي كلّ هذا للرأي العام لديه، مع تقديم ضمانات لأيتام ترامب من تل أبيب الى الرياض بأن لا قنبلة نووية ايرانية في الأفق.
ولما كان منسحباً من المنطقة كما فعل مع أفغانستان لذلك سيقول لهم جميعاً :
تفضلوا قلعوا شوككم بأيديكم وأطلقوا نظام الدفاع الجوي المشترك، وشركاتنا المتعددة الجنسية ستؤمّن لكم كلّ ما تريدون لينتعش مجمع الصناعات الحربية الأميركي بأموال العرب…
واما عن آلية حصول ذلك، فقد أفاد مصدر دبلوماسي متابع للتحركات الجارية، بما يلي:
1 ـ انّ الهدف الأساسي للرئيس الأميركي، من زيارته المقبلة للشرق الأوسط، هو إعادة ترتيب المنطقة من جديد، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وهو الأمر الذي يستدعي جعل إيران جزءاً لا يتجزأ من هذه الترتيبات الجديدة .
2 ـ يرى بايدن أنّ العودة الى الاتفاق النووي مع إيران هي الخطوة الأساسية لإنجاح مشروعه.
وعليه فإنّ هدف الرئيس الأميركي من وراء سعيه لدمج إيران، في مشروع إعادة صياغة الشرق الاوسط، يتمثل في ما يلي:
أ ـ تهدئة خواطر الدول الخليجية وطمأنتها على أمنها في المستقبل .
ب ـ ضبط إيقاع إيران في الشرق الأوسط مستقبلاً، من خلال تقديم إغراءات اقتصادية وتجارية لها، في إطار مشروع الدمج المُشار إليه أعلاه.
3 ـ يرى بايدن انّ أمام إيران خيارين هما:
أ ـ أن تكون جزءاً من هذه الترتيبات المستقبلية.
ب ـ أو تواجه التحدي العسكري من الولايات المتحدة وحلفائها.
4 ـ يعتبر الرئيس الأميركي انّ معيار نجاح زيارته للشرق الأوسط هو نجاحه في العودة الى الاتفاق النووي مع إيران، والاتفاق معها على الترتيبات المستقبلية، لمنطقة الشرق الأوسط، من خلال تفاهمات ثنائية، بينها وبين واشنطن، خارج الاتفاق النووي.
5 ـ اما بخصوص الترتيبات العسكرية، التي يريد بايدن العمل على الشروع بتنفيذها، بين الدول العربية و»إسرائيل»، فإنّ مواقف الأطراف المعنية بهذا المشروع، هي مواقف متباعدة وليس من السهل حشدها لقبول التنفيذ.
6 ـ إذ انّ دولة الإمارات العربية مثلاً الدولة الأكثر اندفاعاً للمشاركة «الإسرائيلية» في التحالف العسكريّ المقترح من الولايات المتحدة لمواجهة إيران.
بينما ترفض كلٌّ من مصر والكويت وعُمان الدخول في تحالف معادٍ لإيران وذلك لأنها لا ترى انّ إيران تشكل ايّ تهديد لأمن هذه الدول او لمصالحها العربية والاقليمية .
7 ـ وفي إطار موقفها، من إنشاء تحالف عسكري ضدّ إيران في الشرق الأوسط، فإنّ الإمارات و»إسرائيل» تنويان البدء بإقامة قواعد الإنذار «الإسرائيلي» المبكر في الإمارات بعد انتهاء زيارة بايدن مباشرة.
علماً انّ الجهات «الإسرائيلية» المعنية قد انتهت من نقل المعدات والتجهيزات العسكرية اللازمة لذلك الى الإمارات العربية المتحدة.
كما انّ الخبراء العسكريين «الإسرائيليين» والفنيين والمهندسين، التابعين لشركات الصناعات الجوية «الإسرائيلية»، موجودون أيضاً في الإمارات ويقومون بتنفيذ الترتيبات التحضيرية لإقامة تلك القواعد.
ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.