بيرم جال جنوباً: لبنان لكل أبنائه بواسطة قوة تحميه وتصنع له سياجاً آمناً
جال وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور مصطفى بيرم أمس، على عدد من الأماكن التراثية والسياحية والقتالية في الجنوب. بداية جولته كانت في مطحنة عين الرمانة التاريخية في وادي الحجير، حيث اطّلع على أقسامها التي ما زالت حاضنة لكل المحتويات القديمة وتفاصيل الحياة داخلها، واستمع لشرح مفصل عن تاريخ هذه المطحنة، والثورة التي قادها أدهم خنجر وصادق حمزة ضد الفرنسيين، إضافة إلى قصص الملاحم البطولية التي سطّرتها المقاومة ضد دبابات العدو «الإسرائيلي» في وادي الحجير عام 2006.
وانتقل بيرم إلى المعلم السياحي للشهيد قاسم سليماني في حولا، حيث جال داخل المعلم، واستمع من أحد المقومين عن الطريقة التي بُنيت فيها التحصينات والدشم والخنادق للتصدي للاعتداءات «الإسرائيلية».
وتوجّه وزير العمل إلى حديقة إيران في بلدة مارون الراس، حيث قال «إننا نقف في هذه الحديقة التي أزهرت بورود النصر والعزّة المتأتية من دماء روت هذه الأرض ليكون لبنان عزيزاً، ولتكون هذه البلدة الرافعة للرأس ولكل رؤوس الشرفاء وأصحاب الكرامة الذين يتطلّعون بأمل وشوق إلى دخول فلسطين وتحريرها وإلى صناعة الحياة الآمنة والمستقرة والمزدهرة وإلى الوطن المقتدر الذي يحترمه كل العالم ويحترم إنسانه ويُقدّر تضحياته».
وأضاف «نقف هنا لنوجّه تحية خشوع وإكبار إلى كل الشهداء وآهات الجرحى والأسرى وإلى المقاومين الأبطال الذين يحرسون الثغور ويحفظون الوطن ويُرابطون من أجل عزته، ليغيّروا ما تعوّدنا عليه من هزيمة وإصرار على أننا لا نستطيع ولكن معهم تحوّلت المسألة إلى عظيم القدرة والاقتدار البنّاء وإلى الوعي من أجل حياة مقتدرة وعزيزة».
وختم مشدّداً على «أنّ لبنان لكل أبنائه بواسطة هذه القوة التي تحميه وتصنع سياجاً آمناً له، ليكون لنا وطن يحمي كل أبنائه، مع جيش وطني نفتخر به، ومع شعب واحد يحمل بكل أطيافه لواء الوطن والمواطنية الصحيحة والقانون ودولة المؤسسات التي تحترم أبناءها وتُشعرهم بالعزّة والكرامة والفخار».
وأنهى بيرم جولته بلقاء حواري نظّمه قسم النقابات في المنطقة الأولى في حزب الله مع رؤساء النقابات واللجان العمالية في الجنوب، حيث افتتح اللقاء مسؤول النقابات في المنطقة الأولى وسام طفلا مرحباً بالوزير، عارضاً الواقع النقابي والعمّالي في الجنوب.
على صعيد آخر، التقى بيرم في مكتبه رابطة موظفي القطاع العام لبحث أزمة الرواتب.
وبعد اللقاء قال بيرم «أنا مفوّض من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للاستماع إليهم ولكن لا يمكنني تجاوز وجع الناس فالناس لها مصالحها وأنا ضد أن يوضع موظفو الإدارة مقابل الناس وأرفض فكرة الإضراب المفتوح في هكذا توقيت، ولكن كان هناك اجتماع مثمر حيث جرى عرض العديد من الاقتراحات والأفكار التي تتناسب مع هذه المرحلة وليست أفكاراً مثالية بل أفكار تقدر على الاستجابة للطوارئ الاقتصادية التي نعيشها»، مؤكداً أنه «لا يُمكننا إيقاف الإدارة كلياً لأن الإدارة اللبنانية هي التي حافظت على هيكل الدولة وكانت المكان الوحيد الذي يجمع اللبنانيين من كل الفئات في عزّ الحرب الأهلية، وهي آخر ما تبقى للعامل اللبناني وللموظف».
وأضاف «الموظف في أسوأ وضع وهو القطاع الأكثر تضرراً بعدما كان يُشكل نوعاً من طبقة وسطى واليوم في حال يُرثى لها»، موضحاً أنه الآن يُعبّر عن وجهة نظره الشخصية وليس عن وجهة نظر الاجتماع، لافتاً إلى أن «الاجتماع مثمر وخطوة متقدمة في فتح حوار مفتوح وتركناه مفتوحاً في أي لحظة لنجتمع في أي وقت». وقال «قُدّمت العديد من الاقتراحات سأحملها إلى الرئيس ميقاتي وسنستمع إلى الجواب».