أولى

الاتفاق الروسيّ الإيرانيّ الاستراتيجيّ

– توجّه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي إلى قمة دول بحر قزوين، وعلى جدول أعمال كل منهما مهمة إضافية لحضور القمة، التفرغ لمناقشة وإقرار وتوقيع اتفاقية تعاون استراتيجي بين روسيا وإيران.

– قيمة الاتفاقية أنها تطال ميادين صناعية ثقيلة ونووية وتجارية وعسكرية، والتبادل بالعملة الوطنية للبلدين، والتعاون في مجال الطاقة لإنشاء أنابيب لضخ النفط والغاز عبر البحار ودول الجوار، لتغطية الأسواق، والاتفاقية التي يصفها البلدان بالاستثنائيّة، تستكمل اتفاقيتين متشابهتين وقعتها كل من روسيا وإيران مع الصين، ليتشكل ثلاثي اقتصادي عسكري استراتيجي روسي صيني إيراني، يغطي حضوره كل البر الآسيويّ والبحار المحيطة بآسيا، ويكفي أن نعرف أن أكثر من ثلاثين دولة تملك حدوداً برية مع الدول الثلاث، ومثلها تملك شواطئ متقابلة معها، بما يغطي كامل مساحة آسيا تقريباً.

– تأتي الاتفاقيات في ظرف دولي يعترف فيه الغرب الممثل بحلف الناتو بتحوله إلى اقلية سكانية والى قوة تفقد مهابتها عسكرياً، وخطر تحوله الى الرقم الثاني اقتصادياً، ليشكل التحالف الثلاثي الروسي الصيني الإيراني نواة جبهة عالميّة مناهضة للهيمنة، وعاملة لصالح خيار الاستقلال، تتصدّرها دول أميركا اللاتينيّة التي باتت تشكل اليوم ثقلاً ووزناً تحت هذا العنوان، يلاقي مشهد أفريقيا وآسيا، بينما أوروبا تترنّح تحت ثقل الخيارات التي تبنتها استجابة لطلبات أميركية، وفي طليعتها سلوك طريق العداء مع روسيا والصين وإيران.

– المعادلة التي يفرضها الثلاثي الآسيوي الناهض ستضع التحالف الأميركي الأوروبي بين خياري، التراجع منعاً لانهيار وانفجار أوروبا، أو بدء تصدّع الجبهة الأوروبيّة وتفكك حلقاتها تباعاً تحت تأثير ضغط الأزمات المقبلة، وصولاً لخسارة واشنطن لحليفتها الأوروبية.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى