«نمرة القريا» في الريف الجنوبيّ لمحافظة السويداء معلم أثري شهد نشاطاً بشريّاً منذ القدم
قرية «نمرة القريا» الواقعة في الريف الجنوبي لمحافظة السويداء هي إحدى القرى الأثرية المهمة التي تدل على النشاط البشري فيها منذ القدم.
وتتألف القرية من تجمع سكني لمجموعة من المنازل الأثرية المبنية من الحجر البازلتي وفيها مجموعة مبانٍ مركزية تشكل «أكروبولاً» أي هضبة عالية لمستوطنة بشرية قديمة وهذا التجمع المعماريّ الكامل محاط بسور عالٍ من الحجارة البازلتية.
وتحدّث وليد أبو رايد رئيس دائرة آثار السويداء في لقاء صحافي عن القرية فقال: «إن «نمرة القريا» التي تقع جنوب بلدة القريا ورد ذكرها في كتابات المستشرقين الذين زاروا المنطقة خلال القرن الماضي ولا سيما رينيه دوسو في كتاب المسالك والبلدان من ترجمة عصام الشحادات حيث جاء ذكرها كموقع وسط الطريق بين قلعة صلخد وبصرى».
ولفت أبو رايد «إلى وجود مجموعة من المنازل الأثرية المهمة في القرية والتي تعود للعصر الرومانيّ إضافة إلى بركة أثرية بجانب القرية كانت مقلعاً للحجارة التي بنيت منها المنازل وفيها عين ماء يصلها درج حجري جميل الصنعة وعدد من المدافن التي تعود للعصور الرومانية والإسلامية».
وأشار «إلى أن الدائرة كشفت مؤخراً عن تجويف طبيعي يقع ضمن أراض زراعية جنوب القرية تمّ اكتشاف فوهته بالصدفة من قبل أحد الفلاحين خلال قيامه بأعمال زراعية في أرضه وجرى إبلاغ دائرة الآثار عنه، حيث تمت معاينة الموقع وتنظيف الفوهة وإزالة الأتربة والحجارة ضمن المسافة المتاحة».
وأوضح أبو رايد أن «التجويف يقع ضمن محيط طبيعي في منطقة يوجد فيها بعض المظاهر الأثرية كطريق قديم ومدافن متناثرة تعود إلى عصور البرونز»، لافتاً إلى أن التجويف يبدو أنه استخدم فيما سبق كخزان للمياه بسبب وجود طبقة سميكة من الطمي مع عدم وجود أي مظاهر لعمل بشري داخل المكان، حيث تمّ تصويره وإغلاقه ريثما يدرج فيما بعد ضمن خطط التنقيب للمديرية خلال المواسم المقبلة».
