قلب أم قفّاز بلاستيكي…!
} صباح برجس العلي
يبدو أنّنا غدونا كما مرآة السيّارة أبعادنا الّتي تُرى لا تعكس الواقع. أصبحنا في مجتمع وجهه المتحضّر لا يشبه باطنه المتحجّر.
في سبعينيات القرن الماضي لاحظ (ماو تسي يونغ) الذي كان وقتها مستشار الزعيم الصيني الشيوعي تغيّراً في سلوك (لين بياو) الذي كان يشغل مركزاً مرموقاً في الحزب.
فجأة أصبح (بياو) شديد الودّ تجاه الوزير، يمدحه بطريقة مبالغ فيها، لهذا ارتاب الوزير من هذا التغيّر المفاجئ، ووضع صديقه تحت المراقبة، فاكتشف أنه يخطّط للقيام بانقلاب عليه.
تُرى هل من الممكن أن يتغيّر الناس هكذا فجأة من دون غاية؟
يمكنك أن تعيش حياة وفيرة ومختلفة عن تلك التي تعيشها الآن إذا تعلمت كيف تتحكّم في أفكارك ومشاعرك على حدّ سواء.
الاهتمام الشديد بعد الإهمال يجب أن يكون مفزعاً أكثر ممّا هو مطمئن.
والإهمال الشديد بعد الاهتمام هو في الغالب رسالة مفادها أنّ هذا المرء يحزم حقائبه وسيغادر عالمك عمّا قريب.
إنّ اختيارات الناس تعكس أذواقهم وميولهم الذاتيّة، والذوق موضوع نسبيّ يختلف من شخص لآخر، فلا تشغل حياتك بملاحقة الأسباب المؤدية إلى تغيّر طباع الناس، تعلم فحسب، تعلم من كلّ درس وستكسب الحياة بأقلّ الخسائر.
فالحياة قصيرة مهما طالت، وهي أشبه بلعبة تخوضها لتنتقل عبر محطّات عدّة وصولاً إلى المرحلة الأخيرة.
بعضنا يتمكّن من الوصول إلى المستوى النهائي حيث يتواجد العظماء والحكماء وكلّ إنسان ارتقى فكراً وروحاً، والبعض الآخر يظلّ عند البدايات أو يتجاوز بضع مراحل دون أن يصل إلى خط النهاية الذي لا يصله سوى ندرة من البشر.
بعض الناس للأسف الشديد يعيشون بالطريقة نفسها طيلة حياتهم، فلا يقبلون التغييّر الحاصل في العالم الخارجي، فلا يقتنعون أنّ يتغيّر عليهم شخص بين ليلة وضحاها!
يجب أن نكون على دراية وقناعة مطلقة أنّ البشر يتغيّرون بشكل مذهل، وتنقلب أحوالهم رأساً على عقب
البعض ينقلب من قمّة الكفر والجحود إلى قمّة الإيمان، ومن قمّة الإيمان إلى قمّة النكران.
من الخطأ إلى الصواب، ومن الصواب إلى الخطأ.
من الانحراف إلى الاستقامة، ومن الاستقامة إلى الانحراف.
فكم من قدم زّلت بعد ثبوتها، وقد كان إبليس أوّل الأمر يسابق الملائكة في العبادة.
في النهاية سينتهي العرض وتسدل الستائر، وستخرج للحياة من ظلمة مسرحهم وتُبصر النور. ستعرف أنّ من يحبّك سيَراك رائعاً حتى في صمتك، من ينثر عطر محبته على الأيام الجافّة من العواطف، ومن يكرهك لن يبصر فيك جمالاً حتى لو سايرت رغباته وستكتشف شكلاً جديداً للسعادة لم تشعر به من قبل.
عندما لا تتجرّد من نفسك، عندما تتعامل بصفتك إنسان.
الغباء اختيار وليس ابتلاء.
إنّها قلوب وليست قفازات بلاستيكيّة.