المستشارية الثقافية الإيرانية كرّمته لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية فيروزنيا: بذلنا ما بوسعنا لمساعدة لبنان وقدّمنا كلّ العروض الممكنة لدعمه
كرّمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السفير محمد جلال فيروزنيا لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان، بحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال الدكتور زياد المكاري، وزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف لاعمال الدكتور علي حميه، رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، رئيس تحرير جريدة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، وقيادات ومسؤولين من حركة أمل وحزب الله وفاعليات.
بدايةً تحدث الملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد رضا مرتضوي فأعرب عن محبته للسفير فيروزنيا باعتباره «الناصح والموجه على رأس الديبلوماسية الإيرانية في لبنان». وقال «تكريمنا للسفير فيروزنيا ليس لأنه سيغادرنا إلى موقع آخر لخدمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل لأنه ترك أثراً طيباً في نفوس اللبنانيين رسميين وغير الرسميين وأنه سيبقي في الذاكرة لما قام به من عمل وتواصل وتنسيق وسهر في سبيل الارتقاء بالعلاقات بين البلدين الشقيقين، لبنان وإيران».
وتوجه مرتضوي إلى السفير فيروزنيا بالقول «ستغادر لبنان، لكنك ستبقى في قلوبنا بعد ان حفرت في مشاعرنا صدقك ومحبتك وهدوءك وسعة اطلاعك ونظرتك الثاقبة في خفايا وخلفيات وأبعاد القضايا الشائكة التي وقفت في بعض الأحيان حائلاً دون تطوير العلاقات الأخوية بين لبنان وإيران»، مشيراً إلى أنه «يُكتب للسفير مساهمته الأكيدة في تحقيق ما يصبو إليه الشعبان اللبناني والإيراني من تعميق لمستوى العلاقات بينهما».
وختم «نعم، نجحتم سعادة السفير في إنجاز أصعب المهام الديبلوماسية والشعبية رغم حراجة الأوضاع في لبنان ورغم الحملات المغرضة في حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما قدمته للبنان إيماناً من قياداتها بأن لبنان يستحق منا الكثير والكثير. وما تُقدمه إيران ما هو إلاّ القدر اليسير من واجبنا كإيرانيين تجاه لبنان وشعب لبنان الشقيق».
بعد ذلك تحدث فيروزنيا الذي عبّر عن بالغ شكره وتقديره للمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية «على هذه المبادرة الطيبة لمناسبة انتهاء مهامي الرسمية كسفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان». كما عبّر عن بالغ سروره واعتزازه بوجوده «في هذا اللقاء المعنوي الراقي، في حضور باقة عطرة من أهل الفكر والثقافة والمعرفة والتنوير، تُمثّل الوجه الحضاري للبنان الشقيق، الذي نعتزّ بالعلاقات الأخوية الطيبة التي تجمعنا به منذ زمن بعيد. وما أجمل ان يكون التلاقي بين الشعوب الحية مبنياً على أسمى الركائز وأعظمها، الفكر النيّر والخلق والإبداع».
أضاف «وكما تعرفون أيها الأحبّة، فقد لعب أسلافكم دوراً بالغ الأهمية في التأسيس لهذه العلاقات من خلال هجرات علمية و ثقافية متبادلة مهّدت لهذا التفاعل الخلاّق الذي عُبّر عن نفسه بأشكال مختلفة على مرّ التاريخ».
وأشار إلى «إن العمل في لبنان له نكهة مختلفة عن العمل الديبلوماسي في أي بلد من بلدان العالم. فمن الناحية الوجدانية يشعر المرء انه في وطنه الثاني، نظراً للمحبة التي يشعر أنه محاط بها، سواء على مستوى التعاطي مع أبناء هذا الشعب الشريف، أو من خلال التواصل مع معظم النخب السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية».
وتابع «أمّا من الناحية العملية، فالنشاط الديبلوماسي في لبنان هو أيضاً مختلف عمّا هو سائد في أماكن أخرى، نظراً لأهمية هذا البلد والحضور السياسي الفاعل للأطراف الإقليمية والدولية في ربوعه، إضافةً إلى الغنى الديني والثقاقي وتنوّع المرجعيات السياسية والروحية والأحزاب على اختلاف مشاربها وتوجهاتها وانتماءاتها، ناهيك عن الجامعات والصروح العلمية والمراكز الثقافية، إلى الإعلام الناشط والحاضر في كل الساحات … هذا الموزاييك يجعل من الساحة اللبنانية مختبراً حقيقياً للتفاعل مع كل هذا الواقع المتشعّب، ويُعطي حيوية غير اعتيادية لمساحة العمل الديبلوماسي ويُشكل علامة فارقة في سجّل أيّ شخصية ديبلوماسية مرّت من هنا».
ولفت إلى أنه «حاول خلال السنوات الأربع التي أمضاها في لبنان أن يعمل على تمتين العلاقات المميّزة بين البلدين الشقيقين وتعزيز التعاون الثنائي بينهما على أكثر من صعيد» ، آملاً أن يكون قد وُفّق في ذلك.
وقال «ولا شك أن الأعوام القليلة الماضية شكلت مرحلة عصيبة جداً للشعب اللبناني على المستويات الاقتصادية والحياتية والمعيشية لأسباب تعرفونها أكثر مني. من هنا بذلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية كل ما في وسعها لمساعدة لبنان وقدّمت كل العروض الممكنة لدعمه في مجال المشتقات النفطية وبناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية وتوفير المواد الغذائية و الأدوية والمستلزمات الطبية. وقد قمنا بكل هذه المبادرات شعوراً منّا أن لبنان هو اليوم أحوج ما يكون إلى دعم أشقائه وأصدقائه الأوفياء . ونحن على ثقة تامّة أن لبنان العزيز سيتمكن من اجتياز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه كما تمكّن من خوض غمار كل التحديات السابقة وترويضها، بفضل شعبه الأبيّ وقواه الحيّة ونخبه المخلصة التي تمثلون طليعتها وحملة شعلتها ومقاومته الباسلة التي باتت صمّام الأمان الذي وقف سداً منيعاً أمام كل المخاطر والأهوال، فطرد الإحتلال الإسرائيلي ودحر الإرهاب التكفيري. وها هو اليوم غدا العين الساهرة على حقوق لبنان في ثرواته الطبيعية ومياهه الإقليمية».
وختم فيروزنيا بتأكيد «ضرورة تزخيم الروابط الثقافية بين بلدينا الشقيقين، حيث شهدنا خلال السنوات الأربع المنصرمة نشاطاً كثيفاً لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال مستشاريتها الثقافية وبقية المؤسسات المعنية للمضي قدماً في تحقيق هذا الهدف الطموح من خلال كل الفعاليات والأنشطة والمنتديات الثقافية والفكرية التي جرت على هذا الصعيد».
وشكر فيروزنيا الملحق الثقافي مرتضوي «على محبته الأخوية الصادقة وتنظيمه حفل التكريم وكل الشخصيات التي شاركت في هذا اللقاء التكريمي»، متمنياً لهم جميعاً «دوام الصحة والنجاح والتألق» وقال «ولا أقول وداعاً بل إلى اللقاء المتجدّد دائماً على دروب الخير والمحبة».
بعد ذلك أُقيمت مأدبة غداء على شرف الحاضرين.