السودان والبرهان
يبدو أنّ البرهان قائد المجلس القيادي العسكري العتيد في السودان بدأ فعلاً في تنفيذ تهديده بالردّ الحازم على خطف اثيوبيا لمجموعة من العسكريين السودانيين وقتلهم بدم بارد، فالأنباء المتواترة من السودان تتحدث عن مقتل ما لا يقل عن ستة متظاهرين سودانيين على يد القوات المسلحة السودانية والجانجاويد، فيما كانوا يحتجون على سوء الأوضاع المعيشية، لا أستبعد في هذا المعرض، معرض الردّ على العدوان الأثيوبي أن يرسل أبو البراهين وتابعه حميدتي مزيداً من التعزيزات الى اليمن لقتل الشعب اليمني…!
كنا نلعن اليوم الذي حظي فيه الشعب السوداني بقيادة عمر البشير، والآن نقول، الله يرحم أيامك يا بشير، كم كنت إنساناً فاضلاً، وقياديّاً فطحلاً، الشيئان الوحيدان اللذان نجح البرهان وتابعه حميدتي في إنجازهما منذ ان ابتلانا الله بقيادتهما هما نقل الشعب السوداني من مرحلة العوز الاقتصادي الى مرحلة التضوّر جوعاً، أما الإنجاز الثاني فهو التطبيع بلا حدود مع دولة الإحلال مقابل 5 ملايين دولار، يا بلاش.
أعان الله أمتنا على هذه البلوى التي هي أشدّ فتكاً من المحل والقحط والزلازل والبراكين والكوارث الطبيعية والجائحات والطوفان، ننام لنستيقظ في اليوم التالي على حثالة تحكمنا، لا ندري كيف أتت، ولا من أين تنزّلت، ومن وضعها علينا، وكيف وضعت علينا، ولا نستفيق بعد ذلك إلّا وقد ألمّت بنا كلّ أنواع الكوارث والهزائم والانهيارات والتفليسات والثروات المنهوبة والأوطان المرتهنة المنتهكة، وإنسان يساوي في أفضل الحالات، صفر مكعب.