«لست وحدك» معرض الشابة رهف هدلا المصابة بمتلازمة داون تحدّت إعاقتها بمساعدة والدتها ومعلماتها وأبرزت لوحاتها المميزة موهبتها
استطاعت الشابة رهف هدلا المصابة بمتلازمة داون (20 عاماً) وبمساعدة والدتها غزوة سويد ومعلماتها في جمعية (أطفال المحبة لرعاية ذوي الإعاقة) تحدي إعاقتها وإبراز موهبتها بلوحات مميزة في المعرض الذي أقيم في مقر الجمعية بعنوان «لست وحدك»، إضافة إلى إحراز المركز الثاني في مسابقة الطفولة والإبداع الخاصة بذوي الإعاقة.
وعن بدايات رهف تقول والدتها غزوة في تصريح للاعلام إن ابنتها خضعت للكثير من التدريبات حيث كانت بداياتها بأمور بسيطة بالرسم والأشغال اليدوية مثل المكعبات والمربعات والأشكال الهندسية وبدأت بعدها برسوم للأطفال فكانت متجاوبة جداً، حيث لاحظت محبتها الشديدة للألوان وتفاعلها مع الخرز والنول الخشبي، إضافة إلى قدرتها على نقل أي صورة موضوعة أمامها وقد أبدعت في الكثير من الرسوم والمنتوجات الجميلة. واستطاعت خلال فترة وجيزة إضافة بصمتها الخاصة على رسومها.
وتضيف غزوة: «لقد خصصت وقتي بشكل كامل للعناية بابنتي رهف وخضعت للكثير من التدريبات وحضرت العديد من محاضرات التوعية في الجمعية التي مكنتني أكثر من التعامل مع ابنتي وفهم طبعها وتجاوز الصعوبات لديها».
مديرة الجمعية ريم عثمان أوضحت أن الجمعية تعمل على تأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة من عمر 2 سنة إلى 18 سنة حيث يتم تأهيلهم سلوكياً ومعرفياً وأكاديمياً وإدراكياً وتواصلاً اجتماعياً وفق مقاييس وبرامج وخطط فردية لكل طفل حسب احتياجاته، إضافة إلى التمكين المهني بعد سن الـ 18 حيث تخضع الكوادر لدورات تدريبية ويتم إعدادهم لممارسة الأنشطة التربوية الخاصة والحركية بإشراف خبراء ومدربين مختصين في الجمعية وخارجها بالتنسيق مع مديرية التربية ومديرية الصحة والشؤون الاجتماعية في طرطوس.
وتستقبل الجمعية وفق عثمان كل أنواع الإعاقات الحركية والسمعية والذهنية وتعمل على تدريب الأطفال على أعمال يدوية متنوعة من خلال ورشة تدريب متكاملة إضافة إلى دورة خياطة مؤلفة من 15 متدربة بعضهم من ذوي الإعاقة ما يكسب الطفل مهنة ويجعله إنساناً منتجاً وفعالاً في المجتمع ويؤمن فرص عمل له في المستقبل.
وأشارت عثمان إلى أن التدخل المبكر لرعاية الأطفال ذوي الإعاقة يبدأ من السنة الثانية ويجري عن طريق تدريب الأم على التعامل مع طفلها لتنمية قدراته في المرحلة المبكرة للإعاقة ما يسهم في توفير الرعاية اللازمة للطفل وتحقيق الدمج في المجتمع.