أخيرة

أمة الكرامة

هل ما تواتر إلينا من الروايات عن شهامتنا وكرامتنا وعزّتنا فعلاً روايات صحيحة، أم هي من اختلاق عقل شيزوفراني مريض يقوم بعملية تعويض نفسي افتراضي لمجموعة كبيرة من النواقص على رأسها الجبن والنكوص والانسحاب وعدم القدرة على مجابهة التحديات…

هل قصة وامعتصماه صحيحة، بأننا جيّشنا الجيوش لقتال امبراطورية الروم حينما أطلقت امرأة صرخة استنجاد بالمعتصم بسبب ظلم وقع عليها، فجيّش المعتصم الجيوش وهزم امبراطورية الروم بسبب ذلك؟

نحن في واقع الحال نرى شيئاً آخر، نرى ضابط مخابرات بلد عربي يقول لشاب كان يرافق المناضلة ليلى خالد لإنهاء إحدى المعاملات فيهدّده بأنه سيقوم بتسليمها الى المخابرات «الإسرائيلية» إذا استمرت في الإدلاء بتصريحات ثوروية!

نرى امرأة فلسطينية تبلغ من العمر عتيّاً، تموت في سجون الاحتلال بعد ضربها ضرباً مبرحاً ولا يرمش للأمة جفن، بل يستمرّ من يطلق على نفسه رئيس السلطة الفلسطينية والزمرة العفنة التي تحيط به في المقاطعة بالتنسيق الأمني وتسليم شبابنا وشاباتنا الذين يحاولون مقاومة الاحتلال القاتل، نحن نرى شباباً وشابات في عمر الزهور يُقتلون على الحواجز وفي الشوارع ويُتركون للنزف حتى الموت بينما الأمة تندفع نحو التطبيع والتحالف والصفقات الأمنية والاقتصادية مكافأة لكيان الإحلال على الإمعان في قتلنا، وعلى تدنيس كلّ ما ندّعي بأنه مقدّس بالنسبة لنا…!

نحن نرى ورأينا نساء يغتصبن في العراق وفي أفغانستان من قبل جنود الاحتلال فيما قيادات الأمة من ملوك وأمراء وسلاطين ورؤساء تربطهم أجمل العلاقات مع قيادات المحتلّ لأراضينا والناهب لثرواتنا والقاتل لأبنائنا والمغتصب لنسائنا، فهل نحن أمة تعرف معنى الكرامة والشرف والعزّة؟ أم هي ألفاظ نردّدها كالببغاوات دون ان ندري حتى ماذا تعني…؟

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى