أبو عاقلة وبنات وخاشقجي وأسامة
إذن، نحن بإزاء جريمة أخرى تجري محاولة حثيثة من دولة الهيمنة لإفلات فاعلها من العقاب، ليس بالأمر الجديد، ولو فعلت غير ذلك لكان الأمر مستغرباً، أميركا منسجمة تماماً مع ذاتها ومع تاريخها، أما ما يبعث على الضحك فهو بيان النيابة العامة لسلطة «دعبس»، التي انتقدت الخلاصة التي خلص إليها التقرير الأميركي في ما يتعلق باستشهاد شيرين أبو عاقلة واعتباره انّ مصدر الرصاصة التي أوْدت بحياتها مجهول!
لماذا لا تتحفنا نيابة «دعبس» أيضاً بنتائج التحقيق في استشهاد نزار بنات، والذي أفرج عن قاتليه من زمرة «دعبس» بسبب كورونا، ثم يصدر أبو عتلة بياناً يتهم فيه الإدارة الأميركية بالتنصّل من مسؤوليتها في ما يتعلق باغتيال أبو عاقلة، كذلك فهو يطالب الإدارة الأميركية بالحفاظ على صدقيتها، يعني في نظر «دعبس»، الإدارة الأميركية صادقة دائماً، وقمين بها ان تحافظ على مصداقيتها، خاصةً حينما تعهّدت لـ «دعبس» بحل الدولتين خلال العقود الثلاثة الفائتة، ولم تنفّذ من ذلك شيئاً.
المسألة ببساطة انّ هنالك محوراً شيطانياً تتزعّمه دولة الهيمنة والتوحّش، الولايات المتحدة الأميركية، وتسير ثلّة من الدول الألعوبة في إثرها، وفي مقدمتهم النظام السعودي وكيان الإحلال وسلطة «دعبس» وعلى خطواتها بالحذافير، لا يحيدون عنها قيد أنملة، يتعلّمون على سيّدهم كلّ فنون القتل والإغتيال ومن ثم فنون الإفلات من العقاب، وخاشقجي وبنات وأبو عاقلة وأسانج هم ضحايا لدولة التوحّش وتابعيها في هذه المرحلة، كما كان ناصر السعيد وناجي العلي وغسان كنفاني وغيرهم كثير في الماضي، وكما سيكون هنالك ضحايا للكلمة في الآتي من الأيام، فالوحش هو ذات الوحش وإن تغيّرت الأساليب، كانت بالقذف من الطائرة وبالتفجير وأصبحت بالمنشار والعتلة والقنص، وسنرى كيف ستكون في المستقبل، فالوحش هو ذات الوحش…!