بوريس جونسون …تستحق أكثر
بوريس جونسون …تستحق أكثر
– يكفي أن تتصدّر صورة بوريس جونسون غلاف مجلة إيكونوميست مع عبارة سقوط المهرّج، لنعرف شخصية رئيس حكومة بريطانيا، الذي رفض العمل تحت رئاسته ثلاثة وزراء عيّنهم لوزارة التربية خلال ثلاثة أيام تباعاً، والذي تصدّر الحملة التحريضية لجرّ أوروبا الى المزيد من الانخراط في الحرب ضدّ روسيا.
– صعد جونسون على جثة الاتحاد الأوروبي لبناء حالة بريطانية متطرّفة وعصبية متناغمة مع الموقف الأميركي بالكامل، ومع خروج بريطانيا من الشراكة الأوروبية أصبح جونسون الرمز الأوروبي للسياسات الأميركية، رغم محاولته مجاراة المناخ الأوروبي في قضايا مثل التمسك بالاتفاق النووي مع إيران أو انتقاد واشنطن بسبب تسرّعها في الانسحاب من أفغانستان دون التشاور مع أوروبا، بما في ذلك بريطانيا.
– يمثل جونسون رمز العداء الأطلسي روسيا، فعلى يديه دبّرت الملفات الاستخبارية ضدّ روسيا، وتمّت ملاحقتها بتهم قتل المعارضين، وهو من تولى قيادة ملف العقوبات الأوروبية ضدّ روسيا، وقاد الحملات التي تعرّضت لها ألمانيا وفرنسا بتهمة التهاون مع روسيا.
– جونسون يسقط بالضربة القاضية مع تفاقم الأزمات الأوروبية الناتجة عن سياسة العقوبات على روسيا، وبدء ظهور علامات الإعياء على الجسد الأوروبي، وتصاعد المؤشرات الاقتصادية السلبية التي تنبئ بأزمة متفجرة لا قدرة للسيطرة عليها، خصوصاً في ملف الطاقة وتردّداته على سائر القطاعات الحيوية، وعلى سلم الأسعار في أسواق الاستهلاك.
– لا ينفصل سقوط جونسون عما أصاب المواجهة الغربية مع روسيا بالإخفاق، وسقوط الرهانات التي بناها الغرب على إمكان إسقاط روسيا بضربة العقوبات المالية القاضية، وسقوط الرهانات التي روّجت لها المخابرات البريطانية حول تحويل الحرب في أوكرانيا إلى حرب استنزاف مفتوحة ضدّ روسيا.
– قال جونسون انّ المواجهة يجب ان تستمرّ حتى رحيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فتذكرنا ما قاله زعماء آخرون في الغرب عن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، يرحلون وكما بقي الأسد يبقى بوتين، والشعوب تباهي بالقادة الذين يمنحونها شعور العزة، وشعوب أخرى تخلع القادة الذين يجلبون لها الأذى، يورطونها في مقامرات خاسرة.
– جونسون يستحق أكثر… وعقبال الباقي ع الطريق.
التعليق السياسي