أولى

سعاده… الدماء سنابل

 معن بشور

ليس صعباً لمن يواكب تاريخ لبنان الحديث أن يدرك انّ سبب الإعدام السريع والمناقض لكلّ المواثيق والأعراف القانونية لمؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي وزعيمه الشهيد أنطون سعاده في الثامن من تموز عام 1949 يكمن في أمور ثلاثة:

أول هذه الأمور وقفته الفكرية والنضالية منذ تأسيس حزبه في ثلاثينات القرن الماضي ضدّ المشروع الصهيوني، وتحذيره من الخطر الذي يمثّله هذا المشروع على بلادنا، ودعوته المبكرة لمقاومته، وترجمة هذه الدعوة إلى واقعملموس.

الأمر الثاني هو دعوته لوحدة سورية الطبيعية كخطوة نحو توحيد العالم العربي الذي كانت سورية إحدى ركائزه الأربع.

الأمر الثالث هو فكره النهضوي المناهض لكلّ أشكال التخلف والظلم والعصبيات الطائفية والمذهبية والعرقية.

ولكن يبقى السؤال: هل نجح ذلك الإعدام لشخص المؤسس والمفكر والزعيم في إزالة الفكر الذي أطلقه أو إنهاء الحزب الذي أسسّه، أو إطفاء شعلة المقاومة التي أضاءها.

الجواب طبعاً لا، بل إنّ ما حصل هو العكس تماماً، فالفكرة ازدادت انتشاراً والحزب رغم ما عاناه ويعانيه ما زال حاضراً في حياة مجتمعه وأمته، والمقاومة التي كان من روّادها الأوائل تتحوّل إلى الرقم الأصعب في معادلة المنطقة كلها.

أمثال سعاده لا يموتون بل تتحوّل قطرات دمائهم إلى سنابل حقّ وحرية وعدل وكرامة تنبت في كافة الحقول..

الرحمة لسعاده وكافة الشهداء

والخلود لذكراه ولذكراهم والنصر لأمّتنا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى