الأسد في حلب
– مَن يعرف سورية وتاريخها الحديث في العقدين الماضيين يعرف مكانة حلب عند الرئيس بشار الأسد ومكانته عند أهلها، حيث كانت للأسد إقامة متوازنة بين حلب ودمشق، وكثيراً ما كان يمضي أياماً وليالي بين مثقفي حلب وفعالياتها ومسؤولي الإدارات الحكومية فيها، والضباط المشاركين في دورات الإعداد العليا، ورجال الدين من كل الطوائف والمذاهب، ويعرف الآلاف من مواطنيها يزورونه ويستمع إليهم ويقف على تساؤلاتهم وهمومهم ويعمل على معالجتها وتلبيتها بأدقّ التفاصيل المملّة.
– مَن يعرف ذلك يعرف معنى أن يزور الرئيس الأسد حلب بعد انقطاع جغرافيّ عنها لعشر سنوات، لم يكن أبداً انقطاعاً عن حلب التي بقي تواصل الأسد معها بأدقّ التفاصيل قائماً، لكن البعد الجغرافيّ منذ تحرير حلب قبل سنوات، كان لأن الأسد أراد أن تكون زيارته نقطة تحوّل في مسار المدينة وربما سورية.
– بالنسبة لحلب حمل الأسد معه حاصل ما بذل كل جهد لتحقيقه خلال سنوات ما بعد التحرير، من إنشاء محطات الكهرباء، ومحطات ضخ المياه، وقد عانت حلب كثيراً على هذين الصعيدين، وصولاً لخطط إعادة الإعمار التي انطلقت بالتشارك بين الدولة والرأسمال المحلي، وكان اختيار الرئيس الأسد لتدشين محطة كهرباء يقوم الحلفاء الإيرانيون بإعادة ترميمها وتطويرها وتشغيلها، رسالة سياسية ذات مغزى.
– شمال سورية على الخريطة مجدداً مع زيارة الأسد إعلان استعداد للسلام والحرب، سلام يحقق للسوريين سيادتهم واستقرارهم وتنمية مناطقهم واقتصاداتها، أو حرب تنتزع للسوريين حقوقاً طال انتظار استعادتها.
– اختيار عيد الأضحى بالنسبة للحلبيين، جعل زيارة الأسد عيديّة لا تنسى.
التعليق السياسي