أخيرة

دبوس

صفاقة الغرب…

حادثتان، أو قل فضيحتان، الأولى طرأت في السويد، بلاد الجمال والقيم وحقوق الإنسان والنهار المتضائل، أو هكذا يقولون، حينما تطلّبت المصلحة البراغماتية من ستوكهولم، مقابل موافقة أنقرة على إيلاجها في منظمة الناتو أن تقوم بتسليم عددٍ من قيادات حزب العمال الكردستاني الى مصير قاتل في تركيا، لم تتردّد، اتفقنا أو اختلفنا مع هذا الحزب، ولكن السويد لم تغادر الانتهازية الأنجلوساكسونية الشديدة البياض، لقد انسجمت واتسقت مع التداعي الفطري لإنسان شمال غرب أوروبا، وألقت بما تدّعيه من القيم والنسق الأخلاقي الذي تنتهجه إلى أقرب مزبلة، وتصرفت على أساس نفعي على إطلاقه

هذه واحدة، الثانية، أو الفضيحة الثانية، فهي نزوع إدارة بايدن كما يبدو، نحو رفع الحظر على بيع الأسلحة الهجومية الى مملكة الخير، مقابل قبول محمد بن سلمان بتعويض جزءٍ من النفط الروسي الى أوروبا، وليذهب شعب اليمن الجريح الى الجحيم، فحينما تنضح المصلحة وتلحّ عليك، وتستدعي نبذ ما ندّعيه من الشفافية، وتصبح المفاضلة بين المنفعة والشفافية، ساعتئذٍ، وداعاً لكلّ القيم، وسنجد لذلك تبريراً، فالغاية تبرّر الوسيلة، سنذهب الى كاراكاس لتقبيل عجيزة مادورو، وسنلحس ما تبجّحنا به من الإدانة والشجب والاستنكار لأفعال إبن سلمان، تماماً كما سنلعق دم خاشقجي الملطخة به يداه، ومن ثم سنقبّل هذه اليد، فالحيّ أبقى من الميّت، والمصلحة تقتضي الآن ان نطنّش على كلّ ما كنّا نسمّيه، قاذورات الكرة الارضية، أو الأمم المارقة.

سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى