الوطن

الأحزاب العربية ندّدت بزيار بايدن إلى المنطقة: لأوسع تحرك مضاد لها ولإملاءاتها

ندّدت الأحزاب العربية بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة داعيةً إلى أوسع تحرك مضاد لهذه الزيارة وإملاءاتها.

وفي هذا السياق، اعتبرت الأمانة العامّة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، أن زيارة بايدن إلى الكيان الصهيوني «تأتي لإضفاء الشرعية عليه ولتأكيد دعم الإدارة الأميركية المطلق لعدو الأمّة وهذا ما أعلنه الكونغرس الأميركي الذي قرّر تقديم مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار بالإضافة إلى الأسلحة المتطورة لضمان أمن الكيان من جهة وتفوقه على جميع دول المنطقة ولتغطية السياسة العدوانية التي يُمارسها ضد الشعب الفلسطيني من جهة أخرى. في انتهاك فاضح للقوانين والأعراف الدوليةواستمراره في مشاريعه الاستيطانية وانتهاكاته المتكرّرة ضد المقدسات في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. واستهداف أبناء فلسطين والصحافيين وقتلهم عمداً في محاولة مكشوفة تهدف إلى طمس جرائمه الموصوفة بحق الشعب الفلسطيني الصامد .ولمساعدة العدو على الخروج من أزماته الوجودية المتكرّرة، عبر ممارسة الضغط على بعض الأنظمة العربية لتوقيع اتفاقيات الاعتراف به والتطبيع معه».

وقال الأمين العام للمؤتمر قاسم صالح في بيان «وهذا ما يسعى إليه الرئيس الأميركي من خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية وعقد الاجتماعات التنسيقية مع الدول المطبّعة والمرشحة للتطبيع لإعلان ناتو شرق أوسطي يتزعمه العدو الصهيوني وتنسيق جوي معه بقيادة أميركا لاستهداف إيران وتطويق دول وقوى محور المقاومة في الأمّة لمحاصرتها وتصفية القضية الفلسطينية وتسييد الصهاينة على أمّتنا».

وإذ أدان   صالح «هذا العدوان الأميركي الصهيوني الذي يستهدفنا»، أكد  «أن الولايات المتحدة الأميركية هي العدو الأساسي لأمّتنا»، داعياً «الذين يراهنون عليها لاستعادة الحقوق أن يغادروا هذا الوهم ويسقطوه من حساباتهم البائسة «.

وشدّد على «أن خيار المقاومة وإعادة الاعتبار إلى الكفاح المسلح يمثلان الطريق الأقصر والأنجع لتحرير الأرض في فلسطين والجولان وجنوب لبنان واستعادة الحقوق والمقدسات، معتبراً أن «مقاومة ومناهضة التطبيع هو واجب كل المؤتمرات وقوى وأحزاب وأحرار الأمّة». وحيّا في هذا المجال «الشعوب العربية التي رفضت كل أشكال التطبيع وخاضت المواجهات الشجاعة مع أنظمتها لإلغاء الاتفاقيات المذلة مع العدو الصهيوني لإسقاطها من جهة ولتجريم التطبيع والمطبّعين».

وتوجّه إلى «جميع القوى والأحزاب للوقوف إلى جانب دول وقوى المقاومة في المنطقة ورفض وإسقاط محاولات حرف بوصلة الصراع عن العدو الرئيسي للأمّة الكيان الصهيوني الغاصب وخلق أعداء وهميين واستهداف الحليف والشقيق «، مشيراً إلى أن» سعي الإدارة الأميركية لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء عبر فرض العقوبات والحصار على الدول والعمل على توسيع انتشار حلف الناتو وشن الحروب وليس آخرها العدوان الأوكراني الأطلسي على روسيا لاستعادة الهيمنة والقطبية الواحدة على العالم .لكن هذه السياسات العدوانية ستبوء بالفشل وستتمكن الدول الناهضة كروسيا الاتحادية والصين ودول البريكس وغيرها، من استعادة مبدأ التوازن الدولي والتعددية القطبية التي وحدها قادرة على نشر الأمن والاستقرار في العالم بعد أن أشعلت أميركا الحرائق والحروب في أكثر من دولة وجبهة في العالم وهددت الامن والسلم الدوليين».

بدوره قال الأمين العام للمؤتمر القومي العربي حمدين صباحي  في بيان «لقد بات من الواضح أن زيارة بايدن تستهدف أول ما تستهدف المساهمة في دعم الكيان الصهيوني الغارق أيضاً في أزماته، والذي يواجه مقاومة باسلة متصاعدة داخل فلسطين وفي أكنافها، فيما يتضح أكثر حجم ارتباك واقعه السياسي الداخلي في ظل انتخابات تشريعية متكرّرة خلال سنوات ثلاث، بهذا المعنى يعتقد بايدن أنه عبر فتح مسارات جديدة للتطبيع بين الكيان الغاصب وعدد من دول الخليج والجزيرة العربية يمكن أن يسهم في إعطاء جرعة معنوية ومادية وسياسية لهذا الكيان المرتبك، كما بات واضحاً أن بايدن مستعّد في هذه الزيارة لعقد صفقات مع أكثر من حاكم في المنطقة من أجل دفعه الى المشاركة في «العقوبات» المفروضة على روسيا في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا والتي أرادتها واشنطن ودول غربية حرب استنزاف لروسيا فإذا بها تتحول إلى حرب استنزاف لاقتصاداتها واقتصادات حلفائها «.

أضاف «وأيّاً كانت حسابات بعض الحكّام في المنطقة، وخصوصاً في مدى قدرتهم على الإفلات من إملاءات بايدن ومطالبه في ظل تنامي الشعور لديهم بالتراجع المتزايد للهيمنة الامريكية على العالم، فإن جماهير الأمّة وقواها الحيّة من المحيط إلى الخليج مدعوّة للتعبير عن رفضها لهذه الزيارة ولأغراضها المشبوهة، متمسكة بحقوق الأمّة التاريخية، ولا سيّما في فلسطين، كما بمصالح أقطارها السياسية والاقتصادية التي تتعارض مع أي رضوخ للمطالب الاميركية».

وتوجه إلى «كل القوى الحيّة في الأمّة، من أحزاب وحركات ومؤتمرات ونقابات ومنظمات شعبية إلى رفع الصوت عالياً ضد هذه الزيارة وأهدافها عبر  سائر وسائل التعبير المتاحة ليدرك بايدن وإدارته والكيان الغاصب وحكامه أن أمّتنا ترفض التطبيع بكل أشكاله ومخرجاته».

وعبّر عن رفضه الشديد» لهذه الزيارة وللإملاءات التي تحملها»، مؤكداً  «أن مصير الحلف الاستعماري الجديد ( ناتو الشرق الأوسط ) لن يكون بأفضل من مصير الأحلاف والمشاريع الاستعمارية القديمة  – الجديدة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى