إعلان بايدن ليبيد: أرباح أميركيّة إسرائيليّة من الجيب العربيّ
– رسم الرئيس الأميركي جو بايدن اتجاه الأهداف التي جاء لأجلها الى المنطقة عبر البيان المشترك الذي وقعه مع رئيس حكومة الاحتلال يائير لبيد، والذي تمّت تسميته ببيان القدس، وتتضمن ثلاثة عناوين، الأول هو الالتزام الأميركي بتفوق إسرائيل النوعي عسكرياً، والثاني هو التعهد الأميركي بعدم السماح بامتلاك إيران لسلاح نووي، والثالث هو السعي لدمج “إسرائيل” في المنطقة.
– التدقيق في مضمون العناوين وتفاصيل كل منها يوصلنا الى أن معادلة بايدن تقوم على دفع ثمن موافقة كيان الاحتلال على توقيع الاتفاق النووي مجدداً من الجانب الأميركي مع إيران، بمقابل هو ضمان أميركي لحماية الكيان من خطر أي حرب قادمة قد تنشب بينه وبين قوى المقاومة، التي رفضت إيران التوقف عن دعمها في سياق أي اتفاق مقبل، والتعهد بالضغط على الجانب الخليجي لمزيد من إجراءات التطبيع وجذب دول جديدة إليه كالسعودية، على حساب أي تقدم في مشروع جدي لتلبية الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين كما سبق وتعهد الحكام العرب في قمة بيروت عام 2002 بمعادلة ربط التطبيع بتطبيق المبادرة العربية للسلام.
– في الشق الخاص بإيران، من الواضح في البيان رغم كل الكلام الذي يبدو تصعيدياً أن واشنطن حصلت من قيادة الكيان على الموافقة التي تريدها لتوقيع اتفاق مع إيران، باعتباره الوجهة الرئيسية لضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي، وتعهدت بمقابل ذلك بالالتزام بتقديم الحماية وتوسيع التطبيع.
– الحماية التي تعهدت واشنطن بها تجد ترجمتها بالسعي لتوريط الخليج بتشكيل خط دفاع أماميّ عن كيان الاحتلال، والتطبيع هو جائزة ترضية تجعل المال الخليجي باباً للاستثمار الإسرائيلي. وهذا يعني عمليا أن الأميركي يأخذ من الجيب الإسرائيلي ما يحتاجه ليرتاح في التوجه نحو التفاهم مع إيران، ثم يأخذ كل ما في الجيب العربي ليعوّض للإسرائيلي، وبالنهاية يضحك على العرب ويقول لهم إنه يحميهم من إيران.
التعليق السياسي