بوتين يوقع قانوناً لضمان قيام القوات الروسية بعمليات خارج البلاد
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، قانوناً يضمن قيام القوات المسلحة الروسية وغيرها من القوات وأجهزة الدولة، بمكافحة الإرهاب وبعمليات أخرى في الخارج.
ويمنح القانون، الحكومة الروسية الحق في اتخاذ قرار بشأن تطبيق تدابير خاصة في المجال الاقتصادي، من ضمنها السماح للهيئات الحكومية والوزارات بزيادة أو خفض حجم السلع والخدمات بموجب العقود المبرمة.
إضافة إلى ذلك، تنص الإجراءات الخاصة بمجلس الوزراء على “إلغاء حجز الأصول المادية لاحتياطي الدولة، وإعادة تشغيل طاقات ومرافق التعبئة بصورة موقتة”، وعدم جواز القيام بأي عمل من شأنه عرقلة عمل القوات المسلحة وعمليات مكافحة الإرهاب في الخارج.
بدورها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنّ موسكو “بصدد تشكيل موقف حول التوضيحات التي قدّمها الاتحاد الأوروبي بشأن الترانزيت إلى كالينينغراد”، في إشارة إلى بيان المفوضية الأوروبية الأخير بشأن السماح بعبور البضائع الروسية عبر السكك الحديد إلى كالينينغراد، مع مراقبة البضائع.
وقالت زاخاروفا، متحدثة عن التفسيرات التي قدمها الاتحاد الأوروبي: “يبدو لي أنّهم فهموا أن الوضع وصل بالفعل إلى طريق مسدود وخطير للغاية ومتفجّر”.
ووصفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية تصريح وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكين، حول الاعتقال القسري المزعوم لـ1.6 مليون مواطن أوكراني في روسيا، بأنّه “كاذب”.
علقت زاخاروفا على تصريح الرئيس البولندي، أندريه دودا، حول تحويل بحر البلطيق إلى ما يسمى بـ “البحر الداخلي” للناتو، قائلةً: “فليحلموا.. إنّ الأحلام لا تضرّ”.
في غضون ذلك، نفى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فرشينين، أمس، وضع بلاده أي عراقيل أمام تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود.
وقال فرشينين، تعليقاً على المناقشات بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، إن “الخارجية الروسية ممثلة في لقاء إسطنبول إلى جانب بعض الأجهزة الأخرى تجري مناقشات حول كيفية ضمان نقل القمح الأوكراني بحراً”.
وتابع: “من وجهة نظرنا، لا يجب أن تكون هناك أي مشاكل مع ذلك، ونحن قد أعلنّا على أعلى المستويات أنه لا توجد أي عراقيل من جانبنا أمام النقل”.
وأضاف أنه “يجب أن تبدأ الأمور من إزالة الألغام من الموانئ”، مذكراً بأن “الجانب الأوكراني هو من وضع الألغام في الموانئ”.
يأتي ذلك، عقب اجتماع وفود عسكرية روسية وأوكرانية وتركية مع مسؤولين في الأمم المتحدة، قبل أيام، في اسطنبول، لإجراء محادثات بخصوص اتفاق محتمل لاستئناف الصادرات الآمنة للحبوب الأوكرانية من ميناء أوديسا الرئيسي على البحر الأسود مع تفاقم أزمة الغذاء العالمية.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باللقاء المذكور، معتبراً إياه “خطوة هامة إلى الأمام”.
وقال دبلوماسيون إنّ تفاصيل الخطة الموضوعة قيد المناقشة تشمل قيام سفن أوكرانية بتوجيه سفن الحبوب داخل مياه الموانئ الملغومة وخارجها، وموافقة روسيا على هدنة في أثناء نقل الشحنات فيما تقوم تركيا، بدعم من الأمم المتحدة، بتفتيش السفن لتبديد مخاوف روسيا من تهريب أسلحة.
يُشار إلى أنّ أوكرانيا وروسيا من أهم موردي القمح على مستوى العالم، وتعدُّ روسيا مُصدِّراً كبيراً للأسمدة، فيما تعدّ أوكرانيا منتجاً مهماً لزيت الذرة وزيت دوار الشمس.
على صعيد آخر، وصف نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إيران بـ”الشريك الموثوق به”، مشيراً إلى أنّ موسكو “تعتزم زيادة التعاون مع طهران وتوحيد الجهود، وخصوصاً في ظلّ الضغوط الخارجية”.
وقال بوغدانوف، خلال مؤتمر، إن بلاده ترى في إيران “شريكةً موثوقاً بها، ولها طريقة التفكير نفسها في سياق التغيرات العالمية المرتبطة بتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب، ومحاولات الغرب الجماعية لمقاومة هذه العملية الموضوعية في كل الوسائل”.
وأشار بوغدانوف إلى أنّ “الرد الأفضل على هذه التحديات هو تعميق التعاون بصورة أكبر بين الدول المستقلة، وخصوصاً روسيا وإيران”، مضيفاً أنهما “شريكتان مهمتان في الشؤون الدولية”.
ولفت نائب الوزير الروسي إلى أنّ الدولتين تواصلان العمل على اتفاقية جديدة بينهما، والتي ستخلق “هيكلية موثوقاً بها للتعاون، يؤطّرها أفق زمني من الخطط، لفترة تمتدّ بين 20 و25 عاماً”.
وأعلن بوغدانوف، استعداد بلاده، على نحو بنّاء، لعقد “قمة مع تركيا وإيران بشأن سوريا في طهران”.