أخيرة

دبوس

الخرتيت والنمر

إنه لمن بديهيات الأمور أن يستخدم الإنسان ما يشكّل بالنسبة له أدوات وعناصر قوّته ومناطق المنعة لديه في عملية الصراع، ولا يستدرج الى أدوات ومناطق عدوّه التي يتفوّق فيها، حتى في مملكة الحيوان، وحيد القرن يستخدم قرنه الحادّ في القتال، والثور يستخدم قرنيه للدفاع عن وجوده، بينما الأسد أو النمر فهما يستخدمان الأنياب والمخالب في تراجيديا الصراع

خلاصة القول، إذا كانت أميركا وإسرائيلومن لفّ لفيفهما قد برعوا وأبدعوا في أنماط القوة الناعمة من عقوبات اقتصادية وحصار وتجويع وقطع مصادر الكهرباء والماء والعملة والمواد الغذائية، فإننا أمسكنا بناصية القوة الصلبة من صواريخ ومُسيّرات وقبل كلّ شيءٍ الإنسان وقدرته على التضحية والتحمّل والصبر الاستراتيجي والقوة المعنوية الصاعقة

إذن فليستخدم هذا العدو عناصر قوّته، وهو استعملها في واقع الحال ومنذ أمد بعيد، ولننطلق نحن، وقد تأخرنا كثيراً، في استخدام عناصر القوة لدينا، فلا ينتظرنّ أحد منا أن نستخدم ذات الأدوات التي يتفوّق العدو فيها، كأن يدخل الثور في صراعه مع النمر للقتال بأسنانه الغير حادة وينسى انّ لديه قرنين قادرين على إلحاق الأذى بالنمر ولربما قتله.

تلك هي فلسفة الصراع، وذلك هو فحوى ما أراد سماحة السيد قوله حينما قال، إذا أردتم تجويعنا فإننا سوف نقتلكم، من حتميّات الصراع أننا سنندفع عاجلاً وليس آجلاً إنْ لم يرتدع العدو استاتيكياً ويستشرف تبعات عدوانيته فينحو نحو التسليم بإسداء الحق إلى أصحابه، وإلّا فإنّ الأمور ستقذف بالجميع الى أتون صراع حسّيّ ديناميكي، سنصعد بالعدو خلاله الى منطقة أخرى لا يطيقها، وسنرهقه صعوداً

سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى