قمة جدة… اتفاقات على الورق ولا حلول للمشاكل الأميركيّة
حسين مرتضى
يبدو أنّ مرحلة سياسية جديدة بدأت تتشكل بعد أن تحوّل العالم السياسي من ثنائية القطب إلى تعدّد الأقطاب.
الإدارة الأميركيّة تسعى لإعادة بناء تحالف استراتيجيّ لكي تتجنّب ترسيخ هزيمتها في مناطق مختلفة من العالم.
واشنطن لم تعُد قادرة على التحكم بالسياسة العالمية خاصة بعد فشلها في مواجهة روسيا بشكل أساسيّ إضافة لفشلها في مواجهة الصين.
لقد حاولت الإدارة الأميركيّة فتح جبهات ميدانيّة وسياسيّة لتخفيف الضغط عنها، لكن التحالفات التي ترسّخت خلال العدوان على سورية أسقطت المشروع الأميركيّ وعلى مختلف الجبهات.
بداية لم تعُد واشنطن قادرة على المواجهة العسكرية المباشرة وبالتالي لجأت إلى استخدام الجيوش البديلة والقائمة على استقدام المرتزقة تحت عناوين مختلفة أبرزها التنظيمات الإرهابية التكفيرية والنازية الجديدة، وبالتالي فرض مفهوم الليبرالية الجديدة ورغم ذلك فشلت الإدارة الأميركية بتحقيق أيّ إنجاز ميداني.
وعلى الصعيد الاقتصادي فقد فشلت واشنطن في مواجهة التحالفات الاقتصادية مثل تحالف «بريكس» كما لم تنجح الإجراءات الأحادية الجانب والقائمة على العقوبات الاقتصادية والحصار إضافة لنهب الثروات ومؤخراً فشلت العقوبات الأميركية ضدّ روسيا وكان تأثيرها سلبياً على الاقتصاد الغربي.
وعلى الصعيد السياسي لم تعُد واشنطن قادرة على فرض وجودها في معادلة متعددة الأقطاب.
ومع هذه المتغيّرات لجأت الإدارة الأميركية إلى عقد قمة في جدة بهدف تشكيل تحالف سياسي واقتصادي لدعم الأنظمة المتهالكة وتحقيق الأمن لكيان الاحتلال الصهيونيّ خاصة بعد فشل ما سُمّيت بصفقة القرن رغم حملات التطبيع.
من خلال متابعة مفاعيل قمة جدة وتباين التصريحات الصادرة عن الحضور نجد أنّ بايدن لم يتمكن من إطلاق تحالف جديد، فيما تتجه الأنظار إلى قمة طهران ونقصد تحديداً إيران وروسيا إضافة إلى دور سورية الفاعل في المنطقة والإقليم والموقف الحاسم الذي صدر عن حزب الله في منع أيّ اختراق من قبل كيان الاحتلال الصهيوني.
العالم اليوم يبحث عن حلول للمشاكل السياسية والاقتصادية خاصة بعد أن أصيبت الإدارة الأميركية بالشيخوخة ومن خلفها القارة العجوز وبالتالي لا بدّ من الانتقال إلى عالم متعدّد الأقطاب.