دبوس
البرنامج النووي…
تصرّ الجدليّة الأعرابية على إدانة البرنامج النووي السلمي الإيراني باعتباره يشكّل تهديداً للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، رغم أنّ من دشّن هذا البرنامج هو شاه إيران حينما وضع الحجر الأساس لبرنامج إيران النووي في 5 مارس سنة 1957، عندما تمّ الإعلان عن الاتفاق المقترح للتعاون في مجال البحوث ومجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، تحت رعاية برنامج أيزنهاور، “الذرة في خدمة السلام”…
لم ينبس الأعراب ببنت شفة آنذاك، بدأ هذا البرنامج يهدّد الاستقرار في المنطقة فقط حينما نجح آية الله العظمى الخميني في الإطاحة بالشاه، وبالذات حينما أعلن انّ “إسرائيل” هي العدو الأول، وأنها إلى زوال، وفي واقع الحال لم يكتف الأعراب بشيطنة البرنامج النووي الإيراني، بل هم قاموا بشنّ حرب ضروس ضدّ إيران سنة 1980، حينما تصدّى صدام للقيام بهذه المهمة القذرة بدفع من الغرب و”إسرائيل” وتمويل أعرابي ولمّا يمضي على نجاح الثورة الإسلامية سوى شهور معدودات، وهي تحبو كطفل رضيع…
الاصطفافات والتحالفات مبرمة منذ إنشاء دولة الإحلال، والمايسترو الأميركي يحافظ على هذا التكوين النفعي المناوئ لكلّ التطلّعات الخيّرة لشعوب المنطقة، وتتراوح أهداف وجوده بين الرغبة الأعرابية في الاستحواذ على السلطة والمال، أو لنقل على جزء من المال، لأنّ جلّه يُنهب من قبل دولة الهيمنة، بينما تسعى دولة الإحلال الى أن تكون كيان الريادة والسيطرة الإقليمية فتتقاسم الكعكة في بعدها المادي وبعدها القيادي، وتستخدم هؤلاء الغوييم في ما يصبّ في نهر أحلامها المريضة، لا يأتي أحد على ذكر برنامج دولة الإحلال النووي، العسكري التدميري، الأعراب يقوَّلون فيقولوا، ويؤمَرون فيطيعوا، لا ناقة لهم ولا جمل في أيّ استراتيجيا، ونووي الكيان رغم شرّيّته هو تابو، لا اقتراب منه، هكذا كانوا، وهكذا سيكونون، لا في العير، ولا في النفير.
سميح التايه