دردشة صباحية
التطبيع… إلى أين؟
يكتبها الياس عشّي
التطبيع كلمة أخرى مشفرة، وباردة، كما الاستقرار، يُراد
بهما ترويض وتدجين العقل العربي، للوصول، في نهاية المطاف، إلى إقامة دولة صهيونية حدودها من الفرات إلى النيل.
بعد متابعتي لقمّة جِدّة، وبعد أن استمعت إلى خطباءِ أصحاب الجلالة، وسمو الأمراء، والسادة الرؤساء، وبعد الإعلان عن نية رئيس الأركان في جيش العدو لزيارة المغرب، اسمحوا لي أن أتخيّل المشهد التالي:
خلال هذا العام ستلتئم جامعة الدول العربية، وسيكون على جدول أعمالها اقتراحان:
الأول: عودة سورية لتحتلّ مقعدها في الجامعة من جديد.
الثاني: قبول دولة العدو الصهيوني كعضو في جامعة الدول العربية.
النتائج:
أولاً: سقوط الاقتراح الأول، وهذا “السقوط” هو انتصار للهُويّة السورية، وتتويجٌ لتاريخها الحضاري العمرُه بضعُ آلاف من السنين.
وثانياً: الموافقة على الاقتراح الثاني، واستبدال المقعد السوري بمقعد عبري.
لا تستغربوا، يا سادتي، إذا تحوّل هذا المشهد المتخيّل إلى مشهد حقيقي، طالما العرب يتسابقون للتطبيع! وكأنهم، واللهِ، عميٌ صمٌّ بكمٌ عمّا يجري على أرض فلسطين من هدم للمنازل، وتشتيتٍ لساكنيها، وتحويل الأرض إلى مستوطنات يهودية لاستقبال موجات أخرى من يهود العالم.