أخيرة

دبوس

حوارية الكون…

حينما يستتبّ الأمر للشر المطلق، وحينما يمسك النقيض الكلي للخير وللفضيلة بزمام أمور الموقف، هدّئ من روعك، والتقط أنفاسك، فالنقيض لذلك آتٍ، والمعادل آخذ في التكوّن، تلك هي نواميس الكون، وتلك هي ميكانيكية الوجود، النقيض يستفز نقيضه، والحدث يحث على حدث مناقض

كان كيان الاحلال في أوْج العنفوان حينما احتفل بعيد ميلاده التاسع عشر، فانقضّ يضرب ذات اليمين وذات الشمال، وألحق بأمتنا هزيمة مروّعة في عام 1967، يغادر بعد هنيهة ناصر، وتهبّ علينا رياح الخيانة، ويتوّج كلّ ذلك الخذلان والنكوص بكامب ديڤيد، وتنحدر الأمة الى انبطاحة ظننّا للوهلة الأولى أنها سرمدية، ولكن الوعد الربّاني الكوني يبدأ بالتدفق، ويتأتّى المعادل، ويتبدّى النقيض، ثورة يقودها إمام الحق والخير والانتصار، كهل ثمانيني يحمل بين جنبيه كلّ عبقرية المستضعفين، وكلّ آلام الأمة وأشجانها، والأهمّ والأجدى، كلّ الرّد الرّبّاني الناجع الوافي الشافي لآلام الانهزام والاندثار، ثورة خمينية مباركة، تنطلق من أعماق أعماق مظلوميتها صرخة الأزل المدوّية، هيهات منا الذلة، فيندفع أبناء محمد وعلي والحسين، يصولون ويجولون خلال الديار، يسبقهم ذو الفقار، ويستبشر أبناء الحق الأبرار

لقد قيّض لنا الانتصار، حينما أطلّ علينا فتىً في جبل عامل، علمنا أنه الوعد الصادق، يصرخ بالحق والحقيقة، كيان الإحلال أوهن من بيت العنكبوت بخيوطه الدقيقة، وموعدنا في حيفا وما بعد ما بعد حيفا، ثم ما بعد بعد كاريش، ثم نصلي جماعة في بيت المقدس، أنظرونا فنحن قادمون، ودولة الإحلال إلى زوال.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى