طهران: قمة أستانا ستبحث خفض التوتر واحتمالات التصعيد التركي في سورية
أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أمس، أنّ “قمة أستانا”، المرتقبة (اليوم) الثلاثاء في إيران، ستتطرّق بشكل أساسي إلى مسألتي “خفض التوتر” في مناطق النزاع في سورية، و”إدارة الأزمة الأمنية بين أنقرة ودمشق”.
وتابع أمير عبداللهيان، قبيل يوم من انعقاد مؤتمر القمة للدول الراعية لمباحثات أستانا في طهران، أنّ “عودة اللاجئين السوريين إلى بيوتهم ومدنهم تساعد في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في سورية”، موضحاً أنّ “هذا ما سنناقشه في الاجتماع الثلاثي الذي سيعقد في طهران بين الرؤساء الثلاثة، التركي والروسي والإيراني”.
ولفت إلى أن “الظروف الحساسة” المرتبطة باحتمالات التصعيد العسكري شمالي سورية من قبل تركيا، مشيراً إلى أنّ إيران “بذلت جهوداً عبر الطرق السياسية لإزالة القلق التركي”، بعد أن “كانت أنقرة تتحدث عن إمكانية قيامها بعمليات عسكرية بعمق 30 كلم في الأراضي السورية”.
وقال أمير عبداللهيان: “بدلاً من الذهاب إلى الحرب ومشاهدة موجة جديدة من النزوح في سورية.. يجب أن نستطيع حلّ وفصل هذه المشكلة عبر السبل السياسية”.
وكشف وزير الخارجية الإيراني أنه “خلال الزيارة التي قمت بها مؤخراً الى أنقرة ودمشق، كنت أحمل رسالة من الرئيس الإيراني من أجل إدارة الأزمة الأمنية القائمة بين تركيا وسورية”.
وتستضيف طهران، اليوم، قمة ثلاثية بين إيران وتركيا وروسيا، حيث من المتوقع أن تركّز على بحث الملف السوري وتتطرّق لملفات أخرى على رأسها الحرب في أوكرانيا وإحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب.
وتأتي قمة الرؤساء الثلاثة، بوتين وإردوغان ورئيسي، وسط استمرار الحديث بشأن “قرب شنّ تركيا عملية عسكرية في شمال سورية”، وهو أوّل لقاء ثلاثي يجمعهم منذ عام 2019، ضمن إطار “عملية أستانا”.
كما من المتوقع أن تفرض ملفات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وتداعياتها نفسها على جدول القمة، إضافة لتطورات مفاوضات الملف النووي الإيراني.
في سياق متصل، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، محادثات هاتفية مع نظيره العراقي فؤاد حسين، بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذلك بعض القضايا الإقليمية، بما في ذلك المباحثات بين طهران والرياض.
وشرح وزير الخارجية العراقي وجهة نظره حيال قمة جدة لنظيره الإيراني عبد اللهيان، موضحاً أنّ بلاده ستواصل جهودها لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
وثمّن وزير الخارجية الإيراني جهود العراق ودوره البنّاء في تشكيل الحوارات الإقليمية والنهوض بها من أجل تعزيز الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة، مبدياً استعداد طهران لمواصلة تبادل الأفكار مع نظيرتها العراقية من أجل متابعة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الثلاثاء، لعقد اجتماع مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وأكّد مصدر لوكالة “سبوتنيك”، أمس، أنّ وزير الخارجية السوري سيجتمع مع نظيره الإيراني صباح غد الأربعاء.
وأضاف المصدر أنّ المقداد سيبحث مع أمير عبد اللهيان العلاقات الثنائية ونتائج قمة أستانة، المقرر انعقادها في طهران بمشاركة زعماء إيران وتركيا وروسيا.
وأكّد الكرملين، في وقت سابق، أنّ “بوتين سيتوجه إلى طهران، في الـ 19 من تموز/يوليو، حيث سيشارك في قمة ثلاثية مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في إطار اجتماع قادة الدول الضامنة لعملية أستانة بشأن التسوية السورية”.
