أخيرة

دبوس

عمران…

كلما تفاقم البوْن بين ما يظهره الإنسان وبين الخبيئة، كلما كان هذا الإنسان أكثر انخراطاً في المنحى اللاأخلاقي اللاإنساني الوحشي، أكثر من يتحدث عن حقوق الإنسان والديموقراطية وحرية الصحافة والتعبير في الظاهر هو هذا الغرب وعلى رأسه دولة الهيمنة، وأكثر من يخرق تلك المفاهيم وينتهكها هو ذات الغرب وأميركا

يحضرني هذا وأنا أتابع ما يحدث في باكستان، أطيحَ بعمران خان من خلال تصويت مفاجئ على الثقة في البرلمان الباكستاني، كان من المفترض انّ خان يتمتع بأغلبية بسيطة، ولكنه حينما بدأ يمارس توجّهاً أصيلاً في الانتماء الى المحيط الذي يحتويه بتوثيق العلائق مع الصين وروسيا وإيران، ويتمرّد على بيت الطاعة الأميركي، قذفت أميركا بما تدّعيه من ديموقراطية في أقرب حاوية للنفايات، وقامت أذرعها الأخطبوطية باللجوء الى الممارسة الكلاسيكية في شراء الذمم والمراهنة على الوهن الإنساني الخالد إزاء المال، فأقدمت على رشوة أربعة من محازبي عمران خان للتصويت بحجب الثقة عنه في ذلك التصويت المفاجئ، أربعة ملايين دولار فقط لا غير، يا بلاش، سقط خان، ولكن إلى حين

يبدو أنّ المكر السيّئ لا يحيق إلا بأهله، ففي انتخابات ذات معنى في البنجاب فاز حزب إنصاف ـ حزب عمران خان ـ بالأغلبية مما يؤشر الى انّ عمران عائد بقوة الى السلطة، ولكن الخلاصة المقيتة التي لا بدّ للواحد منا أن يخلص إليها، هي أننا بقيادة هذا الغرب المسرف في نفاقه وقتاله الشرس ضدّ الفضيلة وضدّ الحقّ سنعاني الأمرّين، ولن نحظى بأيّ قدر من العدالة والإنصاف طالما يرزح هذا العالم تحت نير جبروته، وهو لن يعدم وسيلة في سبيل السيطرة والاستحواذ، فإنْ لم يسعفه المال لتحقيق مآربه، سيلجأ كما عهدناه حتى للاغتيال والتصفية الفيزيائية لبلوغ أهدافه النتنة، ولن تشرق شمس الحقيقة البائنة إلا بإزاحته عن سدة القيادة.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى