واشنطن: على طهران الاختيار بين الاعتماد على روسيا أو العودة إلى الاتفاق النووي
اعتبر المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روبرت مالي، أمس، أنّ إيران أمام اختيار بين الاعتماد على روسيا والتمتع بـ”فرص اقتصادية ضيقة” أو العودة إلى الاتفاق النووي وتطبيع علاقاتها الاقتصادية عالمياً.
وأوضح مالي، في حديث إلى شبكة “سي إن إن.” الأميركية، أنّ “إيران أمام اختيار الآن؛ يمكنها اختيار وضع تعتمد فيه نسبياً على روسيا وتتمتع بفرص اقتصادية ضيقة للغاية، ويمكنها اختيار العودة إلى الاتفاق والتمتع بعلاقات اقتصادية طبيعية مع جوارها وأوروبا وبقية العالم”.
ورداً على سؤال حول تقارير إعلامية زعمت بيع إيران طائرات مسيّرة لروسيا لاستخدامها في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، رأى مالي أنّ “هذا يشير إلى موقف تريد فيه إيران بيع طائرات مسيّرة لروسيا، على عكس موقفها السابق المحايد تجاه الصراع بين أوكرانيا وروسيا”.
وكان منسّق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أكد الثلاثاء الماضي، أنّ “لا مؤشرات على تزويد إيران لروسيا بالمسيّرات، أو بدء عمليات التدريب، لكنّ طهران تمتلك قدرات إنتاج المسيّرات وتصنيعها، ونحن نتابع هذا الأمر عن كثب”.
ويتعارض كلام كيربي مع تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، بأنّ لدى بلاده معلومات تفيد بأنّ طهران تستعد لتزويد موسكو بمئات الطائرات المسيّرة، وتدريب جنود روس على استخدامها في الحرب الأوكرانية.
على صعيد آخر، وافقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، بأغلبية أعضائها من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على مشروع قرار يصادق على انضمام كلّ من فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وبعد تأييد لجنة الشؤون الخارجية، يُتوقّع أن يُحال مشروع القرار، خلال أسابيع، إلى الهيئة العامة لمجلس الشيوخ لتتمّ الموافقة عليه بأغلبية الأصوات.
رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور الديمقراطي، بوب مينينديز، قال إنّ انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف الأطلسي سيمثّل “على الأرجح أحد أهم الانتصارات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة” لواشنطن.
وأضاف في بيان أنّ “مستقبل الشراكة عبر الأطلسي سيكون أكثر تشابكاً وتماسكاً بفضل تهّور الروسي”.
وفي السياق نفسه، حضّ منسّق التواصل الاستراتيجي في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الكونغرس على “التحرّك بأسرع ما يمكن لإقرار انضمام السويد وفنلندا إلى الأطلسي”.
وتأتي الخطوة الأولى في مجلس الشيوخ الأميركي على طريق إقرار عضوية البلدين في الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتّحدة، غداة تهديد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مجدداً بـ”تجميد عملية انضمامهما إذا لم يلتزما ببنود اتفاق أبرماه مع بلاده على هامش القمة الأطلسية في مدريد في نهاية شهر حزيران/يونيو” الماضي.
وكان الأمين العام لحلف “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، قال في وقت سابق، إنّ انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف هو “الأسرع”، وسيستغرق أشهراً لا سنوات لإتمامه.