قمّة طهران… تأكيد السيادة السوريّة ورفض تهديدات واشنطن
حسين مرتضى
فيما لم تحمل قمة جدة أيّة نتائج على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي تأتي قمة طهران لتعيد رسم الخريطة السياسية للعالم وفق ثوابت واضحة بعيداً عن تهديدات واشنطن.
منذ أن تمّ الإعلان عن قمة طهران بدأ عدد من وسائل الإعلام محاولات التشويش على القمة، خاصة مسألة حضور رئيس النظام التركي ليأتي الردّ مباشرة من خلال تصريح الإمام علي الخامنئي خلال اللقاء مع رئيس النظام التركي حيث كان التأكيد على السيادة السورية ووحدة أراضيها وضرورة الحلّ السياسي للقضية السورية.
كما حمل تصريح السيد الخامنئي رسالة مباشرة لمنع أيّ عدوان عسكري تركي على الأراضي السورية.
في قمة طهران نجحت خطة ما بين الدبلوماسية والتحذير ليقف أردوغان عند حدّه ولو مؤقتاً، لنرى على الأرض ماذا سيفعل.
لقد كان كلام الإمام الخامنئي واضحاً كما يؤكد الرئيس الأسد وحدة الأراضي السورية خط أحمر، وأيّ عمل عسكري ستكون له ارتدادات حتى على الداخل التركي.
لقد شكلت قمة طهران رداً على كلّ محاولات الإدارة الأميركية لخلط الأوراق في المنطقة.
إنّ تصريحات قادة إيران وروسيا تتطابق مع مواقف الرئيس الأسد خاصة في ظلّ التنسيق المتواصل بين الدول الثلاث.
لم تقتصر قمة طهران على متابعة القضية السورية، فقد رافق القمة توقيع العديد من الاتفاقيات بين الجانبين الإيراني والروسي وبالتالي رفع مستوى التنسيق السياسي والاقتصادي.
إنّ التحالف الاستراتيجي بين سورية وإيران وروسيا بات أكثر وضوحاً خاصة بعد حضور وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد ليتمّ إطلاق رسالة من طهران إلى العالم عنوانها الحفاظ على الأمن والسلام الدولي في ظلّ الفشل الأميركي.
في الختام هناك فارق كبير بين التحالفات الاستراتيجية المبنية على التعاون والثوابت السياسية وبين التحالفات المبنية على مبدأ الخضوع والخنوع وتنفيذ المصالح.