دردشة صباحية
لمَ هذا الضجيج كلّه…؟
} يكتبها الياس عشّي
حدث أن مرّت بكركي، عبر تاريخها الطويل، بأوقات عصيبة، عرف بطاركتها كيف يتعاملون معها بشكل حضاري، وكيف يخرجون منها، وكيف يؤسّسون لعلاقات متينة مع محيطهم المتعدّد الانتماءات.
وحدث أيضاً أنّ بعضاً من أهل البيت ما كان ليروقهم هذا الانفتاح، فتطاولوا على الكرسي البطريركي، وبالغوا في التطاول إلى حدّ التجريح حتى لا أقول الإهانة.
ورغم ذلك، بل على الرغم من كلّ ذلك، فلم تتحرّك نخوة الموارنة، ولم تدعُ الرابطة المارونية إلى انعقاد عاجل، ولم تقم الدنيا وتقعد.
بالأمس حدث أن حُقق مع سيادة المطران موسى الحاج. لن أدخل في تفاصيل الحكاية، ولا في المبلغ الذي كان بحوزته، ولا بمصادره، ولا للجهة المراد لها هذا المبلغ، ولا بموضوع التطبيع مع العدو، ولكني سأتوقف عند المبالغة في ردّات الفعل غير المبرّرة، فاستُدعيت الرابطة المارونية لاجتماع عاجل، وأصدروا بلاغَ حرب رقم واحد، وتوافدَ النواب من الجهات الأربع، يتناوبون على الميكرفون، لتلميع صورهم، وقامت الدنيا ولم تقعد، فيما الكلُّ يعرف أنّ اللبنانيين يعيشون في بلد معرّض كلّ لحظة لصراعات طائفية همجية، ذاقوا مرارتها في الستينات من القرن التاسع عشر، وفي السبعينات من القرن العشرين.