التعليق السياسي
ثروتنا خط أحمر
– المبادرة التي أطلقها اللقاء الوطنيّ الإعلاميّ تحت شعار ثروتنا خط أحمر، وتجسّدت بحشد من الإعلاميين في الناقورة يعلن تأييد مواقف المقاومة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لضمان حقوق لبنان في قطاع النفط والغاز، بنجاحها في التعبير عن إرادة عابرة للطوائف والمناطق والتيارات السياسيّة، عبر شخصيّات وهيئات اعتباريّة وازنة، هي رسالة للداخل اللبنانيّ أولاً، السياسيّ والإعلاميّ، للدعوة إلى إبعاد الخلافات والانقسامات عن ملف الحقوق الوطنيّة، ورسالة للخارج العدو والوسيط بأن الرهان على تحجيم إرادة المقاومة وعزلها بصفتها تعبيراً عن لون طائفيّ أو حزبيّ، هو رهان موهوم وساقط، لأن نخب عابرة للطوائف والأحزاب والمناطق تمثل عينة عن حجم التأييد الذي ستلقاه المقاومة إذا ذهبت الأمور إلى حيث تضطر المقاومة لترجمة معادلاتها.
– خلال أربعين عاماً من عمر المقاومة، كان الإعلام الوطني الحر يعوّض النقص الذي يفرضه انحياز جزء من السياسيين ضد مصالح بلدهم وحقوقه خدمة لأهداف سلطوية صغيرة أو تنفيذاً لسياسات أجنبية، وهكذا كان يحفظ للمقاومة هويتها الوطنية الجامعة، ويستنهض حولها فئات واسعة من المجتمع، فكان هذا الإعلام برموزه النظيفة المرتفعة على المكاسب والتبعيات، تعبيراً عن ضمير وطني جامع، شريك إنجاز التحرير عام 2000 وشريك النصر عام 2006، وشريك النصر على الإرهاب، وهو اليوم يتصدّى لمسؤولياته كشريك في معركة الحقوق الوطنية في النفط والغاز.
– اللقاء الوطنيّ الإعلاميّ الذي نظّم مؤتمر الناقورة، يخطو عبره خطوة نوعيّة نحو مدّ اليد لكل الإعلاميين الذين يضعون المصلحة الوطنية فوق العصبيات والولاءات والاصطفافات، والذين يدركون معنى إدارة الخلافات داخل البيت الوطني دون إتاحة المجال للعدو للعب على التناقضات الداخلية للعبث بالحقوق التي باتت اليوم باب الأمل الوحيد وخشبة الخلاص اليتيمة، ويستطيعون الفصل بين خلافاتهم مع المقاومة وحزب الله حول الشؤون الداخلية أو الاستراتيجية الدفاعية، وبين اللحظة الراهنة التي لا يمكن إنكار مكانة المقاومة كمصدر قوة لاستعادة الحقوق اللبنانيّة، وتجاوب هؤلاء الإعلاميين لتشكيل جبهة إعلاميّة وطنيّة جامعة تقف وراء الحقوق بصفتها خطاً أحمر، سيُسهم بما هو أبعد من حماية الحقوق لفتح الآفاق لحوار هادئ وغير عدائيّ حول قضايا الخلاف.
– الرسالة وصلت وكانت الزوارق الإسرائيليّة تراقب حشد الناقورة، فهل تصل الرسالة الداخليّة خصوصاً للإعلاميّين؟