الحزب الديمقراطي الأميركي هل يدفع ثمن فشله؟
} عمر عبد القادر غندور*
ما زالت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط بين 13 و16 تموز الحالي موضوع اهتمام وتشاور واستقراء لنتائجها، وهي بأغلبها باتت واضحة وحتى لا نخلط بين الوقائع والتمنيات نعود الى الأهداف المعلنة للزيارة:
ـ زيادة إنتاج النفط وخفض الأسعار.
ـ إقامة حلف دفاعي عربي «إسرائيلي» لمواجهة إيران.
ـ السعي لتوسيع اتفاقية ابراهام الموقعة بين «إسرائيل» والإمارات العربية 2020.
ـ السعي لتكون السعودية جزءاً من الاستراتيجية الأميركية في المنطقة.
ـ تأكيد الالتزام الأميركي بحماية «إسرائيل».
حلّ الدولتين.
واللافت أن يقرّر الرئيس بايدن زيارة الشرق الأوسط والسعودية بالذات بعد انكفاء استمرّ 18 شهراً منذ بدء ولايته، مكرّراً في خلالها توصيفه للسعودية بـ «المنبوذة» بعد مقتل الصحافي السعودي في صحيفة «واشنطن بوست» جمال خاشقجي واتهام ولي العهد السعودي بتدبير وتنفيذ الجريمة وتقطيع أوصال خاشقجي بالمنشار… ثم يقرّر العودة الى الشرق الأوسط في زمن المتغيّرات الكبيرة وخصوصاً بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الكبيرة!
وليس هيّناً أن تعيد وسائل الإعلام الأميركية كلام الرئيس بايدن في تشرين الثاني 2019 خلال مناظرة مع الحزب الجمهوري في جورجيا: نعم سأعاقب السعوديين لقتل خاشقجي وتقطيع أوصاله بعلم ولي العهد الذي نتهمه بتدبير الأمر، ولن نبيع لهم المزيد من السلاح ولن يكون بيننا وبينهم مصافحة وسنجعلهم يدفعون الثمن…!
اليوم، بعد عودة الرئيس الأميركي الى الرمال الدافئة والمتحركة في الشرق الأوسط رأينا كيف صافح الرئيس بايدن ولي العهد والمسؤولين بقبضة اليد احتياطاً من شرّ كورونا وكيف ينحني أمام العاهل السعودي الملك سلمان وهو يعلق على صدره القلادة الذهبية للملك المؤسّس عبد العزيز! وكيف يتفوّق النفط على القيم الأميركية وحقوق الإنسان.
خرج الرئيس الأميركي من زيارته بخفي حنين ولم تتعهّد له الحكومات الخليجية بزيادة الإنتاج ولا بخفض الأسعار رافضة الحلف العسكري العربي «الإسرائيلي» لمواجهة إيران، ولم يؤت على ذكر اتفاقية ابراهام، وأوضحت له انّ مثل هذه التحالفات لا تخدم مصالحها وتتطلع الى حسن الجوار مع إيران وليس في صالحها إقامة حلف مع «إسرائيل»…
أما التهديد بعدم بيع الأسلحة فهو أمر ساقط لأنّ مبيعات الأسلحة الأميركية لدول الخليج لم تتوقف يوماً واحداً وهي مستمرة بلا هوادة، وانّ علاقاتها جيدة مع الصين وروسيا وهي تتحدث مع الجارة إيران كلما دعت الحاجة.
ونعتقد أنّ زيارة الرئيس بايدن الى الشرق الأوسط ستكون لها تداعيات وأثمان وهي مليئة بالألغام، وأمامه الكثير من المتاعب على المدى المنظور، ويقول مسؤول أميركي كبير لم يشأ أن يذكر اسمه «من الأفضل أن نكون موجودين في الشرق الأوسط ونحاول أن لا يكون ذلك مؤلماً، وعلينا ان نحسن التعامل مع الحرب الروسية على أوكرانيا والأمر لن يكون سهلاً أبداً.
وعلى الحزب الديمقراطي المتردّد أن يدفع ثمن زيارة الرئيس بايدن الى الشرق الأوسط في زمن لم تعد فيه الولايات المتحدة كما كانت بالأمس…؟
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي