أخيرة

نافذة ضوء

مأساة حياة الأمم

يوسف المسمار

 

إن المأساة الحقيقيّة للأمم هي أن كل فرد في مجتمعالأمة أصبح يدّعي نفاقا وكذباً أنه الممثل والمعبّر عن إرادة الأمة وحده، ولا يقبل شريكاً له.

 وحتى في الجماعة الواعية التي يُعتبر فيها العقل القوميالاجتماعي هو الشرع الأعلى في الحياة، صار كل أنانيّ يتوهّم أن عقله الفرديّ أكبر من عقل الجماعة الواعية.

فهل ومتى يستيقظ الواهمون ويكتشفون ويقتنعون أنه من المستحيل التمتّع بالحرية والحياة الراقية في هذا الوجود بدون الوعي والمعرفة والمناقب والأخلاق والأفعال الصالحة في نظام قوميّ اجتماعيّ جديد عادل يمكن أن يضمن للإنسانالفرد ولإنسانالأمة ولإنسانالعالم الحياة الكريمة الجميلة الحرة؟!

لقد كان محقاً الفيلسوف أنطون سعاده في قوله:

إن مأساة الحرية الكبرى، ليست في المحاكم ولا السجون. إنها أقلام العبوديّة في معارك الحرية”.

ولكني أودّ أن أضيف الى قوله الحكيم إن أعظم وأخطر مأساة لحرية الأمة وحياتها تكمن في نفوس وعقول الذين يدّعون زوراً أنهم متنوّرون، ومتعلّمون، ومثقفون، وأحرار، ومناقبيون أخلاقيون، بينما هم في الحقيقة عبيد أنانيّاتهم وغرائزهم وأوهامهم وأحقادهم وشهواتهم العابرة.

إن أبناء الحياة هم الذين يعيشون ويموتون أعزاء في أمة حرة كريمة ولا قيمة للحياة ولا لموت إلا إذا كانت الحياة والموت بحريّة الأمة وكرامتها ولا معنى لكرامة أفراد في أمة ذليلة.

هكذا نفهم معنى الحياة والموت في فلسفة القوميّة الاجتماعيّة. وهكذا نفهم أن الأحرار الأحرار هم الذين يحيون أحراراً، ويموتون أحراراً لتبقى أمتهم حرة فيفرضون حقيقتهم وحقيقة الحرية منارة هادية أمام الأجيال.

 

*ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية.

** المدير الثقافي للجمعية الثقافية السوريةالبرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى