نافذة ضوء
يوسف المسمار
القوميّة الاجتماعيّة فلسفة قضيّة نهضة وارتقاء
الفارق بين النفوس العظيمة التي تحيا على الدوام حرة، وبين النفوس الحقيرة التي تسعى دائماً لتعيش حقيرة ومستعبَدة هو الفارق نفسه بين الأصالة والزيف.
فصاحب النفس العظيمة يبقى عظيماً حتى عندما يسقط ويُنكب، وصاحب النفس الحقيرة يستمر حقيراً على الرغم من وصوله الى أرفع المناصب حتى ولو تراءى للناس أنه في أعالي القمم.
وكما لا يمكن للجبال العالية أن تجعل الأقزام عمالقة، فكذلك لا يمكن للوديان السحيقة أن تحوّل الأقزام إلى عمالقة، بل إن عمالقة النفوس هم الذين يعطون الجبال والوديان قيمة ورونقاً ويزيدونها تألقاً وبهاء. وأقزام العقول هم الذين يعطون الصورة القبيحة للأماكن التي يعيشون فيها.
لقد ظن البعض أن الدعاية تقوم مقام الحقائق، والأقوال يمكن أن تحلّ محلّ الأفعال، ولذلك يتوهّمون أن مسمّيات الألقاب تزيد من هيبة حامليها، وأن المناصب الحكوميّة تمحو عيوب الذين يتفاخرون بها.
والوحيدون الذين فهموا الفرق بين المسؤوليات والمناصب، واستوعبوا المعاني الحقيقية للمسؤوليات والمناصب لم يخلطوا بين مفاهيم هذه ومفاهيم تلك.
إن من القضايا المهمة التي حدّدتها فلسفة القومية – الاجتماعية بشكل واضح لا لبس فيه هو مفهوم الألقاب ورفضتها وعيّنت مفهوم المسؤوليات وتبنتها كنهج ثابت للتقدم والارتقاء من أجل حياة أفضل.
وإن من المستحيل أن يحقق المتهرّبون من المسؤولية أي حياة كريمة لأنفسهم ولا لأمتهم ولا للإنسانية.
فالقومية الاجتماعية هي قضية نهضة وارتقاء، والنهضة والارتقاء لا يمكن أن يتحققا بدون تحّمل المسؤولية مهما كانت كبيرة.
المسؤولية النهضوية حملٌ كبير لا يمكن أن يضطلع بها إلا الأحياء بأرواحهم، الأقوياء بعقولهم، الأحرار بنفوسهم، القائمون بواجباتهم بسمو أخلاقهم، والنظاميّون بصلاح مبادئهم وعظيم مطامحهم.
وهذه هي قواعد فلسفة القومية الاجتماعية التي هي في الحقيقة قيم ارتقاء مفاهيم الحرية والواجب والنظام والقوة والتي بدونها لن تحقق الأمة الواقفة بين الحياة والموت أي نهضة ولا ارتقاء.
*ترجمة لمقال نشر بالبرتغاليّة.
**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السورية – البرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.