هل تنقل راجمات الصواريخ الحرب من أوكرانيا الى آسيا؟
محمد صادق الحسيني
نشر موقع ميليتاري ووتش / Military Watch / الأميركي، المتخصّص بالشؤون العسكرية، تحليلاً، بتاريخ ٢٣/٧/٢٠٢٢، حول دور سلاح المدفعية الصاروخية، في الحرب التي يشنها حلف شمال الأطلسي، بقيادةٍ أميركية، ضدّ روسيا على الأراضي الأوكرانية، اهمّ ما جاء في الموضوع هو التالي:
1 ـ في ضوء استمرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بأنظمة المدفعية الصاروخية الأميركية الصنع، من طراز هايمارس HIMARS، وفي ظلّ تزايد دور هذا النوع من المدفعية في المواجهة على الأراضي الأوكرانية وفي ظلّ عدم امتلاك الجيش الروسي منظومات مدفعية صاروخية كمثيلتها الأميركية، التي يتراوح مداها بين ٨٠–٣٠٠ كيلومتر فإنّ الدوائر العسكرية الأطلسية الأميركية تعتقد انّ روسيا ستتجه الى الاستعانة بحلفائها الآسيويين لسدّ هذا النقص.
2 ـ ان الدولة الأولى المرشحة لتزويد روسيا بأنظمة مدفعية صاروخية، الأكثر تطوراً في العالم، هي جمهورية كوريا الشمالية، التي تملك راجمات صواريخ KN – 25 التي يصل مداها ٥٠٠ كيلومتر، وهي بالتالي قادرة على ضرب الأهداف العسكرية، بما في ذلك القواعد العسكرية الأميركية في كلّ أراضي كوريا الجنوبية، وحتى أقصى الجنوب، ما يشكل خطراً جسيماً على القوات الأميركية هناك .
وفي حال امتلك الجيش الروسي هذا النوع من المدفعية الصاروخية فإنه سيصبح قادراً على السيطرة بالنيران على كلّ أراضي أوكرانيا بعمق /٥٠٠ كيلومتر / ما سيوفر له ميزات تكتيكية هامة، (تؤثر إيجابياً على سير العمليات العسكرية وتسهيلها، ضدّ بقايا الجيش الأوكراني والكتائب النازية الأوكرانية).
3 ـ أما الدولة الثانية، التي يمكن لها ان تزوّد الجيش الروسي بمثل هذه المنظومات الصاروخية، فهي الصين، التي تملك منظومة المدفعية الصاروخية، من طراز PCL، ويبلغ مداها أكثر من ٥٠٠ كيلومتر، ما يسمح للجيش الروسي ايضاً بالسيطرة النارية، عبر هذه الراجمات، من داخل الاراضي الروسية.
4 ـ أما عن سبب عدم امتلاك الجيش الروسي مثل هذه المنظومات الصاروخية فيقول التحليل انّ روسيا كانت قد أوقفت تطوير منظومات المدفعية الصاروخية بعد انهيار الاتحاد السوڤياتي.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يلجأ الروس للاستعانة بكلّ من الكوريين الشماليين والصينيين، لتعديل موازين القوى في مسرح العمليات في أوكرانيا بما ينقل الحرب مع الأطلسي عملياً الى مرحلة متقدمة فعلاً قد يحوّلها الى حرب عالمية!؟
ذلك انّ هذا الأمر بحدّ ذاته لو حصل يعني ليس فقط دخول كلّ من كوريا الشمالية والصين على خط أوكرانيا، بل وتوسع الحرب لتشمل الأراضي الكورية الجنوبية من جهة، وتايوان ربما.
في هذه الأثناء ثمة من يتحدث عن مشروع روسي إيراني مشترك لتطوير راجمات صواريخ بعيدة المدى في ظلّ تزايد دور هذا النوع من السلاح في كسر التوازنات الميدانية، وهي نقلة نوعية إيرانية إضافية بعد التطور الهائل والتفوق النوعي لديها في صناعة المسيّرات…
انهم من خلال إدخال مدفعية هايمرز الصاروخية في مسرح عمليات أوكرانيا يوقعون أنفسهم في فخ منافسات غير قادرين على الفوز بها، ويوقظون الأسود الآسيوية ويدفعون بها الى حسم المعركة الروسية في أوكرانيا ضدّ الأطلسي على المسرح العالمي بمجمله.
وساعتها سيصبحون فعلاً أوهن من بيت العنكبوت، ذلك انّ هذا التحالف الآسيوي مع روسيا سيجعل القواعد الأميركية المنتشرة على امتداد العالم صيداً ثميناً يسرع في هدّ أركان وهيبة المشهد الدولي للأحادية الأميركية.
يخرّبون بيوتهم بأيديهم وأيدي المستضعفين.
بعدنا طيبين قولوا الله…