لبنان بمقاومته: الأمر لي…
شوقي عواضة
لم تتأخّر الرّدود (الإسرائيليّة) على كلام الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصرالله في مقابلته أول أمس على قناة «الميادين» وما حملته من تهديداتٍ وتحدياتٍ جديّة تواجه الكيان الصّهيوني على حدّ وصف الإعلام الصّهيوني وبعض مسؤولي الكيان المؤقّت الذين وصفوا كلام السّيد نصر الله بالجدي والمستعدّ للذّهاب بعيداً في مواجهة الكيان في حال لم يتمّ التّوصل إلى تسويةٍ للنّزاع حول الحدود البحريّة والنّفطيّة والغازيّة مع لبنان مشدّداً على أنّ أيّة مماطلة من قبل الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين غير مقبولة ولن تكون لصالح العدوّ الذي لن تسمح له المقاومة باستخراج النّفط قبل أن يحصل لبنان على كامل حدوده البحريّة والنّفطيّة واستخراجها.
مواقف استدعت من وزير حرب الكيان الصّهيوني بني غانتس الإعلان عن إجراء تقييم داخل المؤسّسة الأمنيّة ونقاش مع رئيس الحكومة وجهاز الأمن القومي و(إسرائيل) معنية باتفاقٍ مع الحكومة اللّبنانيّة بوساطة الولايات المتحدة، ومن الأفضل للحكومة اللّبنانيّة أن يكون هناك اتفاق من هذا النّوع، وآمل أن يتقدّم الموضوع، و»إسرائيل» مُصرّة على الدّفاع عن ثرواتها الطّبيعية، معرباً أنّه يفضّل التّوصّل إلى اتفاقٍ مع لبنان…
كلام غانتس جاء في ظلّ التّركيز الكبير للكيان الصّهيوني على جولة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السّيد هاشم صفي الدين قرب حدود فلسطين. جولة رأت فيها القناة 11 العبريّة أنّها أتت على خلفية التّوتر بين حزب الله (والجيش الإسرائيلي) في الشّمال الذي أطلقت منه الشّخصيّة الأكثر قرباً إلى السيد نصر الله تهديداً غير عادي خلال جولته على بعد أمتارٍ معدودةٍ من الجدار الحدودي وعلى مسافةٍ قريبةٍ جدّاً من (إسرائيل) أطلق المسؤول في حزب الله رسالةً حادّةً وقال إنّ هذا الجدار سيسقط يوماً ما، مؤكّداً على موقف المقاومة بالتّمسّك بحقوق لبنان.
جولة أدرك من خلالها العدوّ مدى جهوزيّة المقاومة واستعدادها للمواجهة في معركة الدّفاع عن حقّ لبنان في حدوده وثرواته. ورأى فيها العدوّ ما لا يريد أن يراه أدواته في الدّاخل من ثوابت المقاومة في موقفها ومعادلاتها الجديدة التي رفع فيها السّيد نصر الله وحزب الله مستوى التّصعيد وفقاً لموقع «يديعوت أحرونوت» الذي نقل عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة الصّهيونية السّابق عاموس يدلين قوله إنّ الموضوع هنا يتطلّب حذراً استراتيجيّاً… لا ذعر ولا نشوة، فالسيد نصر الله رفع النّبرة إلى مستوياتٍ لم يصل إليها في السّابق، فهو يهدّد اليوم باحتمال الحرب ونصر الله يقدّر أنّه في وضعٍ يحقّق فيه معادلة رابح رابح، فإذا هدّد «إسرائيل» وتنازلت «إسرائيل» فهو سيظهر أنّه حقّق للبنانيين استخراج الغاز، وإذا هدّد «إسرائيل» واندلعت الحرب فإنّ الوضع الفظيع الذي وصل إليه لبنان سيتمّ الخروج منه بعد الحرب. رغم أنّ المواجهة لن تكون سهلةً على كلا الجانبين.
أمّا السّؤال الأهمّ الذي يكشف عن مدى التّخبّط الذي يعيشه الكيان الصّهيوني بعد كلام السّيد نصر الله فهو الذي طرحته مذيعة القناة 13 الصّهيونيّة على وزير الأمن عومير بارليف بسؤاله: هل جرى أيّ نقاشٍ استراتيجيٍّ حول الاحتكاك المحتمل مع حزب الله ولبنان حول المنصّة، وكيف ستكون النّتائج المحتملة؟ وهل المنصّة تستحق الاحتكاك مع حزب الله؟ ليجيب الوزير الصّهيوني معرباً عن أمله ألا تتدهور الأمور إلى حربٍ أو أيّام قتالٍ لكن علينا الدّفاع عن قدرتنا على استخراج الغاز دون المسّ باللّبنانيين.
وفي ظلّ تقييم التّهديدات التي أطلقها السّيد نصر الله رأى خبراء عسكريون أنّ القوّات البريّة «الاسرائيليّة» ليست مؤهّلة الآن لحرب وهناك جملة اختلالات لن تسمح لها بالدّخول في هجومٍ بريٍّ في لبنان ووفقاً لما أشارت إليه صحيفة (إسرائيل اليوم) التي دعت إلى أخذ معادلات السّيد نصر الله بكامل الجديّة وتجنّب الذّهاب إلى خيار المواجهة الذي لن يحقّق غير الخسارة لتل أبيب. مواقفُ وتصريحاتٌ سياسيّةٌ وعسكريّةٌ وأمنيّةٌ وإعلاميّةٌ صهيونيّةٌ تبشّر بالمزيد من التّراجع لكيان العدوّ في ظلّ تصاعد وتيرة تهديد المقاومة التي رسّخت قواعدَ ومعادلاتٍ جديدة تقول ما يلي:
1 ـ إثبات جدوى المقاومة وفعالية تهديداتها وقدرتها على ترسيخ المعادلات وفرضها على العدوّ.
2 ـ تحسين ورفع الشّروط التفاوضيّة للبنان بفضل المقاومة وتهديداتها وطائراتها المسيّرة وصواريخها الدّقيقة.
3 ـ تراجع العدوّ أمام تهديدات المقاومة عجزاً ورضوخه بفضل تهديدات المقاومة للعودة للمفاوضات غير المباشرة مع لبنان.
4 ـ إدراك العدوّ والولايات المتحدة لقوّة المقاومة المحليّة والإقليميّة ومصداقيتها التّاريخيّة واستعدادها للمعركة وحسمها أمام ذلك المشهد وبانتظار عودة الوسيط الأميركي غير النّزيه عاموس هوكشتاين إلى بيروت وما تحمله من ردٍّ يقابله مفاجآت المقاومة ورجالها تبقى يد لبنان هي الأعلى بقوّة مقاومته إذا ما أتقن السّياسيون المعنيون بلقاء هوكشتاين تثمير هذه القوّة وتحويلها إلى قوّةٍ سياسيّةٍ تتكامل مع قوّة الجيش والمقاومة والشّعب في معركة تحرير حدودنا البحريّة وثرواتنا النّفطيّة التي لن يكون فيها لبنان إلّا منتصراً ولن يكون الكيان الصّهيوني إلّا الخاسر الأكبر فيها سلماً وحرباً…