الجامعة اللبنانية الثقافية تكرّم علَمَين اغترابيين فواز: الوطن بخير طالما الاغتراب بخير
علي بدر الدين
تواصل الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة رئيسها عباس فواز، تنفيذ برنامج أنشطتها لصيف المغتربين عام 2022، الذين جسِّدوا فعلاً تعلُّقهم به من خلال توافدهم الكثيف إليه هذا الصيف من مشارق الأرض ومغاربها، رغم ما يشهده من انهيارات اقتصادية ومالية واجتماعية ومعيشية وخدماتية، ولطالما كانوا المنقذ له والأمل المرتجى المتبقي وبصيص الضوء في عتمته الحالكة، إنْ كانوا في أماكن اغترابهم او في عودتهم إليه لقضاء العطلة الصيفية في ربوعه وبين أهلهم وعائلاتهم، وهم لم يفكٌّوا يوماً عروتهم الوثقى به، أو يتخلوا عنه مهما بلغ حجم الصعاب والتحديات والانهيارات.
كذلك فعلت الجامعة اللبنانية الثقافية» برئاسة فواز وتوجيهاته ومبادراته، وهي التي تمثِّل قانونياً المغتربين اللبنانيين وتحتضنهم تحت مظلَّتها الشرعية وتواكبهم وتشاركهم أفراحهم وأتراحهم وكلّ مناسباتهم الوطنية والاجتماعية، وتكون السباقة دائماً إلى تكريمهم وجمع شملهم بالتلاقي والتعارف ومدٍّ جسور التواصل بينهم من خلال احتفالات وأنشطة جَماعية تقيمها في الوطن والاغتراب، وآخرها إقامة حفل تكريم البروفسور فيليب سالم والدكتور شيرين حلمي برعاية وحضور رئيسها العالمي فواز وأعضاء الهيئة الإدارية ومدير المغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين هادي هاشم وحشد إغترابي.
وألقى فواز كلمة قال فيها: نلتقي سوياً في هذا الحفل التكريمي لنعبٍّر بفرح عن فخرنا بعظمة إنجازات كلّ لبنانيي الاغتراب في المجالات العلمية والطبية والاجتماعية، التي هي أصلاً موضع تقدير عالمي من المسؤولين الحكوميين في الخارج لِما لها من أثر بالغ في إرساء دعائم التقدّم في المجالات العلمية والعملية على المستوى الدولي.
أضاف: لبنان أصلاً يملك الكثير من الكفاءات الاغترابية، التي أشرقت في سماء النجاح شموساً مضيئة، وبصماتها واضحة في كلّ مجال من حيث الحضور والتميٌّز في الأبحاث والأعمال التي حظيت باحترام وتقدير جالياتنا المنتشرة في كل بقعة من بقاع العالم.
وتابع فواز قائلاً: إننا في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وضمن برامجنا الثابتة، نسعى كلّ صيف كتقليد دائم إلى تقدير النجاحات في عالم الاغتراب التي ملأت قلوبنا فرحاً وطمأنينة، وحفَّزتنا لتكريم أعلامٍ اغترابية كتبت صفحات جديدة من صفحات الحياة بعطاءاتها وأدوارها الوازنة.
وعند البحث لاختيار شخصيات مميّزة لتكون موضع التكريم فإنّ الاسم الأول الحاضر دائماً يكون إسم الصديق البروفسور فيليب سالم الذي أغنى أولاً الاغتراب اللبناني بمكانته العلمية على المستوى الطبي ولأبحاثه العديدة الحائزة على تقديرات عالمية .
وثانياً، لِما له من صداقات وتاريخ طويل في علاقته مع الجامعة، وهو من كانت له كلمة المغتربين في العام 2005 خلال افتتاح اعمال المؤتمر العالمي الثاني عشر. يشرّفنا أيها البرفسور الصديق ان نكرِّم أنفسنا بحضوركم بيننا ويسعدنا بأن نقدِّم لكم وسام الجامعة لتغلُّبِكٌم الدائم على الصعاب وتفانيكُم في العطاء والتألٌّق.
أيضاً يسرٌّني في هذه المناسبة العزيزة التعريف بصديق الجامعة ولبنان واللبنانيين في الاغتراب، الدكتور شيرين حلمي صاحب النجاحات في مجال البحث العلمي والصيدلاني والساعي الدائم للتغلب على التهاب الكبد الفيروسي، وهو من أحدث مبادرة علاجية في مصر تتيح الفرصة لعلاج مرضى التهاب الكبد الوبائي في جميع أنحاء العالم، من خلال برنامج علاجي كامل فعّال ومتقدِّم وبكلفة بسيطة، وهو رائد التجربة المصرية في القضاء على هذا الوباء، وتوفيره علاجاً آمناً وفعّالاً بكلفة منخفضة، ساعدت على الوصول إلى (مصر خالية من ڤيروس سي ٢٠٢٠)، والتي تعدّ بداية طريق القضاء على هذا المرض في باقي دول العالم، وهو من قام أيضاً بعلاج تداعيات وباء البلهارسيا والذي عانى من إصاباته 10 بالمئة من تعداد الشعب المصري، كما قام بتوزيع أدوية في دول أفريقية عديدة بالتعاون مع اللبنانين، وعالج ما يزيد عن خمسة ملايين مريض في مصر وأفريقيا، كما قام بوضع مختبراته العلمية في تصرف الطلاب اللبنانيين خريجى كليات الصيدلة في الجامعات اللبنانية.
وهو مؤسّس ومدير تنفيذي لثاني شركة أدوية مصرية «شركة فاركو» التي أنتجت وسوقَّت 450 علامة تجارية، وقدِم من مصر أمّ الدنيا لنتشارك وإياه فرحتنا، وبتكريمه نكون نحن المكرَّمون نظراً لتميٌّزه وعطاءاته، ويسرٌّنا ان نقدِّم له وسام الجامعة تقديراً لإنجازاته.
وختم فواز بالقول: «إنّ الوطن بخير طالما لبنان المغترب بخير، وأُوَّد أن أشير، إلى أنّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تطمح لأن تجمع تحت عباءتها كلّ المؤسسات والطاقات الاغترابية، وفي مسعانا الدائم للمِّ الشمل ننجح في مكان، ونصبو للنجاح في أمكنة أخرى ولن نوفر جهداً في سبيل ذلك٠
وتحدث البروفسور سالم عن الحاجة لتوحيد اللبنانيين المنتشرين والمقيمين وعجنهم بمحبة لبنان، وتلاه الدكتور حلمي بكلمة من وحي التكريم.
بعدها قلّد فواز ونائبه جهاد الهاشم المكرَّمَيْن وسام المخترع العالم حسن كامل الصباح من رتبة فارس.