موسكو: واشنطن شريك غير موثوق
أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أمس، أنّ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان تعد “استفزازاً صريحاً”، مؤكداً أنّ “أهداف السياسة الخارجية لا يمكن أن تتحقق بهذه الطرق”.
وأوضح بيسكوف في مؤتمر صحافي: “بالطّبع، لا يمكن الاستهانة بمستوى التوتر الذي أثارته هذه الزيارة في المنطقة، هذا استفزاز صريح”.
وتابع: “إن هذا ليس خطاً موجهاً لدعم تلك الحرية والديمقراطية الموقتة، ويجب تسمية مثل هذه الخطوات بأسمائها الصحيحة”.
من جهتها، أشارت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى أن الولايات المتحدة تحاول صرف النظر عن الوضع في أوكرانيا، وكذلك عن المشكلات الداخلية، مستفيدة من الضجيج الذي أثارته حول زيارة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، تايوان.
بموازاة ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الولايات المتحدة الأميركية لم تعرض على روسيا “استئناف المفاوضات حول الاستقرار الإستراتيجي من أجل تطوير اتفاقية جديدة” تحل محل معاهدة الأسلحة الهجومية الإستراتيجية “ستارت-3”.
وأوضح لافروف، بعد جولتين من المفاوضات عقدتا العام الماضي في هذا الخصوص، أن “ألجانب الأميركي أخذ استراحة”، موضحاً أنه في المرحلة الحالية “من تطور العلاقات الدولية، فإنهم لم يعرضوا حتى فكرة استئناف المفاوضات”.
وأضاف: “لقد اعتادوا إعلان بعض الأشياء عبر مكبرات الصوت ثم نسيانها. لم نتلقَّ أي مناشدات بخصوص استئناف عملية التفاوض”.
جاءت تصريحات لافروف رداً على بيان للرئيس الأميركي، جو بايدن، أعرب فيه عن استعداد إدارته لمفاوضة روسيا على وجه السرعة في شأن إطار للحد من الأسلحة الإستراتيجية يحل محل معاهدة “ستارت الجديدة” التي تنتهي صلاحيتها عام 2026، داعياً روسيا إلى “إثبات استعدادها لاستئناف العمل مع واشنطن” في هذا الشأن.
وشدّد بايدن على ضرورة أن تشارك الصين أيضاً في البحث عن نظام جديد لضبط التسلح.
في هذه الأثناء، أكد نائب مدير إدارة منع الانتشار والحد من التسلح في وزارة الخارجية الروسية، إيغور فيشنفيتسكي، أنّ موسكو ترى استحالة أن يربح أحد في الحرب النووية، معتبراً أنه “ينبغي عدم إطلاق العنان لها”.
وحذّر فيشنفيتسكي، في مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، في الأمم المتحدة، من أن “الاستقرار الاستراتيجي يتدهور بسرعة في العالم”، مشيراً إلى أن “الناتو خلق أزمة في أوروبا من خلال ممارساته”.
على صعيد متصل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، أنّ عدم إصدار الولايات المتحدة تأشيرات دخول لعدد من أعضاء الوفد الروسي، من أجل المشاركة في المفاوضات الخاصة بأمن المعلومات في الأمم المتحدة، أظهر واشنطن “شريكاً غير موثوق به”.
وصرّح سيرومولوتوف لوكالة “سبوتنيك” الروسية، بشأن الجلسة الثالثة لمجموعة العمل مفتوحة العضوية التابعة للأمم المتحدة، والمعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بأنّ “الولايات المتحدة في محاولة لإقصائنا عن المفاوضات، رفضت بوقاحة إصدار تأشيرات دخول لعدد من أعضاء الوفد الروسي ورئيسه، أندريه كروتسكيخ، المبعوث الخاص من الرئيس الروسي بشأن التعاون الدولي في مجال أمن المعلومات”.
كذلك، شدّد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، على أن “واشنطن أظهرت من جديد أنها شريك غير موثوق به في الوفاء بالالتزامات الدولية”.
يذكر أنه في وقت سابق، دعت ممثلة روسيا في اجتماع مجموعة العمل، إيرينا تيازلوفا، إلى عدم اتهام موسكو بشن هجمات إلكترونية من دون إثباتات، وإلى وقف تشويه الحقائق.
وأضافت أن رفض الولايات المتحدة وسويسرا إصدار تأشيرات للمندوبين الروس إلى الأمم المتحدة، “أمر مرفوض”.