نصر الله في ختام مسيرة عاشوراء في الضاحية: اليد التي ستمتدّ إلى ثروات لبنان ستُقطع جاهزون ومستعدون لكلّ الاحتمالات بانتظار أجوبة العدو على طلبات الدولة اللبنانية
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جهوزية المقاومة وقدراتها وجاهزيتها في مواجهة أي عدوان، مجدداً التشديد على عدم التنازل عن الحقوق والثروات، محذّراً من أن «اليد التي ستمتدّ إلى أي ثروة من ثروات لبنان ستُقطع كما قُطعت عندما امتدت إلى أرضه« وقال «نحن على موقفنا بشأن الترسيم والنفط وننتظر ما ستأتي به الأجوبة على مطالب الدولة وسنبني على الشيء مقتضاه«. ونبّه إلى «أن أي اعتداء على أي إنسان في لبنان لن يبقى من دون عقاب وردّ«. ودعا إلى «تشكيل حكومة حقيقية كاملة الصلاحيات«.
مواقف السيد نصر الله، جاءت في كلمته في ختام المسيرة العاشورائية الضخمة التي نظّمها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، أول من امس، وضمّنها رسائل عدّة على امتداد المنطقة. وقال «في يوم الدفاع عن الكرامات، أقول لكم ولكل اللبنانيين وخصوصاً لجمهور المقاومة وبالأخص لمجاهدي المقاومة يجب أن نكون جاهزين ومستعدين لكل الاحتمالات«.
وعلّق على المفاوضات حول النفط والغاز في البحر قائلاً «نحن في هذه المعركة وهذا الاستحقاق جادّون إلى أبعد حدود الجدّيّة، وكما قلت في الماضي أقول للأميركيين، الذين يُقدّمون أنفسهم وسطاء وهم ليسوا وسطاء، وأقول للإسرائيليين لبنان وشعب لبنان لا يُمكن بعد اليوم أن يتسامح بنهب ثرواته، نحن وصلنا إلى آخر الخط وسنذهب إلى آخر الطريق، ولا يجربنا أحد ولا يمتحنا أحد ولا يًهدّدنا«.
وتابع «نحن سادة قرارنا ونحن شعب واجهنا على مدى 40 عاماً الحصار والحروب والاغتيالات، وسنظلّ نتطلّع إلى مستقبل واعد لشعب لبنان ونحن نتطلع إلى لبنان القوي الحرّ العزيز القادر على حماية سيادته وكرامته والقادر على استخراج ثروته الطبيعية، ونتطلع إلى لبنان القادر على منع أي يد أن تمتد إلى ثرواته الطبيعية كما على قطع أي يدّ حاولت أن تمتد إلى أرضه وقراه ومدنه«.
وحذّر «اليد التي ستمتد إلى أي ثروة من ثروات لبنان ستُقطع كما قُطعت عندما امتدت إلى أرضه«، مشيراً إلى أن «المطلوب من المسؤولين اللبنانيين أن يعيشوا مع آلام الناس«، داعياً لتشكيل حكومة حقيقة كاملة الصلاحيات لتتحمل المسؤوليات إذا لم يتم الاستحقاق الرئاسي أو إذا تمّ«.
واردف «نحن في الأيام المقبلة ننتظر ما ستأتي به الأجوبة على طلبات الدولة اللبنانية ولكن أقول لكم في عاشوراء يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات«. وتوجّه إلى العدو الصهيوني بالقول «تلقينا الرسائل المطلوبة في حرب غزة ورأينا صمود غزة ونحن في لبنان حسابنا معكم حساب آخر«، مؤكداً أن «المقاومة اليوم أقوى من أيّ وقت مضى«
وتابع «سمعنا أن الإسرائيليين يُخططون لاغتيال قادة فلسطينيين وإذا حصل هذا الأمر في لبنان، أيّ اعتداء على أي إنسان في لبنان لن يبقى من دون عقاب ولن يبقى من دون ردّ«
وتطرق إلى الوضع في فلسطين المحتالة، معبّراً عن الاعتزاز «بالشهداء والمقاومين في فلسطين الذين دائماً يقاتلون بصمود أسطوري«، مجدّداً «التزامنا كما كنا نفعل منذ 40 عاماً بهذه القضية المقدّسة ووقوفنا إلى جانب هذا الشعب المناضل« ، مشيراً إلى «أننا موجودون دائماً في الجبهة الأمامية«. وقال «فلسطين هي القضية المركزية ونحن لا نتوقع من الأميركيين أو المستبدّين الرحمة أو العدالة ولكن نتوجه إلى من يدّعون العروبة أين هم من الدماء المسفوكة في الضفة والقدس وغزة؟«.
ورأى أنّ «من أبشع المطبّعين نظام البحرين الذي أظهر خلال الأيام الماضية أنه لا يطيق راية سوداء تُرفع في المنامة أو أي من بلدات البحرين«، مضيفاً «نستحضر مظلومية شعب البحرين أمام طُغمة حاكمة فاسدة خائنة تسلبه أبسط حقوقه الطبيعية وتحتضن أعداءه وتفرض التطبيع«.
وجدّد أيضاً «وقفتنا إلى جانب الشعب المُجاهد والمُحاصر في اليمن الذين يقاتل منذ سنوات دفاعاً عن كرامته ووطنه في مواجهة الاحتلال والعدوان والإذلال والاستكبار«. وعرّج على العراق «الأرض المقدّسة« آملاً «أن يتمكن جميع الأعزاء أن يعملوا بحكمة من أجل أن يُنقذوا العراق من أجل العراق ومن أجل الأمّة كلها وفي صراع الأمّة في مواجهة قضاياها الكبرى«.
ولفت إلى أن سورية تخطت الحرب الكونية ولكنها تُعاني الحصار، مشدّداً على ضرورة رفعه.
وأكد أن «إيران بقيادة الإمام الخامنئي ستبقى طليعة الإسلام القوي«، مستذكراً «عاشوراء سيد شهداء محور المقاومة قاسم سليماني وأخيه الشهيد القائد أبي مهدي المهندس«.
وعبّر عن المواساة لمواطني نيجيريا «الذين يُطلق عليهم النار خلال إحياء مراسم عاشوراء«.