معادلة جديدة… سقطت أوهام «إسرائيل»
رنا جهاد العفيف
محاولات عديدة لـ «تل أبيب» قائمة على الصراع تنقلب عليها، والمقاومة تفرض كلمتها على امتداد المحور، إزاء سياسة الاغتيالات «الإسرائيلية»، والسيد حسن نصر الله يحذر «إسرائيل» من أيّ اعتداء على أيّ إنسان في لبنان لن يبقى من دون ردّ، ومن غزة درس مؤلم تحاول «إسرائيل» الهروب عبثاً من رسائل حسابات المقاومة، أيّ معادلة جديدة سقط الرهان «الإسرائيلي»، وماذا عن عودة «إسرائيل» لسياسة الاغتيالات في هذا التوقيت انطلاقا كذلك من الضفة المشتعلة في مدينة نابلس عبر المواجهات وعلى ماذا تدلّ؟ وأسئلة كثيرة حول المواجهة الأخيرة وما آلت إليه؟
انطلاقاّ مما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حيث شدّد على أنّ المقاومة في لبنان واجهت الحصار والحروب والاغتيالات، وكذا عن الاحتلال «الإسرائيلي» سيكون له حساب مختلف، وصلت رسالة السيد ومفادها أنّ غزة صمدت ولنا في لبنان معكم حساب آخر، وهنا واضح تحديد رسالة الردع بشكل واضح ومباشر بأنّ أيّ اعتداء على أيّ إنسان في لبنان لن يبقى بدون ردّ وعقاب، كذلك فإنّ أيّ يد ستمتدّ على أيّ ثروة من ثروات لبنان ستقطع، داعياً المقاومين البقاء في جاهزية تحسّباً لأيّ مستجدّ…
هذه المشهدية مفصلية، وقد بدأنا مرحلة جديدة تحمل عناوين بارزة قد يبدأ بعضها بالعدّ التنازلي لعمر «إسرائيل» المتبقي، فكلام السيد فعلياً مترجم بالتعبير الدقيق عن إرادة المقاومة التاريخية في رحلة المسار والمصير، وهذا ما جعل القادة الإسرائيليين» يتخبّطون في حساباتهم!
فما طرحه السيد بكلّ ثقة هو عنوان لنهج المقاومة والتمسك بنهجها وخياراتها التي من خلالها تستعيد الأمة العربية بوصلتها، خاصة بعد أن حاولت بعض الأنظمة رجمها، لذلك بتنا نحن أمام معادلات ترسيخ من قبل المقاومة بالفعل والتنفيذ، ليس فقط هذا وإنما وسع دائرة الردع التي تحمل برنامجاً شاملاً لكلّ فصائل المقاومة لتشمل كلّ من يعيش في لبنان، وتحديداً قيادات المقاومة الفلسطينية، وبالتالي هذه منظومة دفاع ردعي ذات طابع عسكري استراتيجي، طرح من خلالها معادلة جديدة، ليستفيدوا منها حتماً، وبهذا يكون السيد أسقط «إسرائيل»، في الوقت الذي تقتضي المواجهة حيث رسخت معادلة المعركة بين الحروب لردع العدو عن المقاومين في كلّ بقاع جغرافي ممتدّ ليس فقط في لبنان…
وتدرك «تل أبيب» معنى هذه الرسائل بالصوت والصورة المنطوقة، ويعلمون أنّ السيد أدخل معادلة أعلن عنها من خلال قواعد الاشتباك الجديدة، ونجحت سابقاً في ثلاث محاور وفرضت معادلات من هذا النوع…
أما في ما يتعلق بسياسة الاغتيالات بالنسبة لـ «إسرائيل»، فهذا ليس بجديد، فهي بعد كلّ فشل بالمواجهة، تعود لتبدأ من جديد بسياسة الاستدماء المتعطش بين قوسين الاغتيالات، بهدف إضعاف محور المقاومة، ولكنها لا تدرك أنّ القوة الصاروخية والميدانية والبرية والبحرية والعسكرية والسياسية تستمدّها من دماء شهدائها الزكية، وأكبر دليل على ذلك هو الشهيد السيد عباس الموسوي ورفاقه، ما زادت المقاومين إلا عنفواناً وصدقاً باستمرار هذا النهج القويم الذي يرسم خطوط التاريخ بقلم مداده الإيمان بالله وبالمقاومين وجمهور المقاومة، لا سيما أنّ مسيرة التاريخ حافلة بالإنجازات، فهي تتكلم من خلال صور الشهداء الذين سطروا أروع ملاحم البطولة وقصص البسالة والتضحية فداء للأمة، فهذا الفكر أكبر من «إسرائيل» التي زعمت تجنيد وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث في كلّ جولة من جولات الصراع لطمس هوية الانتماء، والنيل من ثقة الناس تجاه المقاومة، لذا هنا وجب التنويه بأنّ أهمّ عاملين في هذه الحروب هما الحرب النفسية والدعاية، ونعوّل عليها كي لا يقع الناس في الفخ، وبالتالي خرجت «إسرائيل» بورقة الاغتيالات كنتيجة فشل للرهانات السابقة التي باتت غير فعّالة، وهذا يدلّ على فشل المنظومة الاستراتيجية في خيارات الاعتداء المباشر ..
ففي الضفة الغربية اشتباك مباشر، ومجاهدون متوثبون على خطوط الكرامة، نظراً لما تشهده المنطقة عموماً، وبالأمس قائد في كتائب شهداء الأقصى، بعد أن وضعت الجولة القتالية الأخيرة وزرها، وضعت مفهوم الردّ الردعي لأيّ حركة تقوم بها «إسرائيل» غير اعتيادية سواء في غزة أو خارجها، أو في لبنان وخارجه، سيكون الردّ قاسي وبشكل مباشر، فالمقاومة اليوم أكثر صلابة وقد تكون أكثر وأوسع مما يتخيّله العقل وتتصوّره الرؤية بعد أن قام السيد بنصب المظلة الشاملة، وبتكريس صواريخ المقاومة أدّت لانضمام موحد قد يمنع تقطيع أوصال فلسطين المحتلة من أيّ محاولات جديدة من قبل العدو «الإسرائيلي».