عملية القدس بطلان… لا بطل
عمر عبد القادر غندور*
ليس جديداً ان يتمكن شاب فلسطيني من القدس بمفرده ان يصيب أجهزة الأمن المرئية وغير المرئية في محيط البلدة القديمة في القدس وتحديداً بالقرب مما يُسمّى «الحائط الغربي» بالصدفة، حين أطلق الفتى الفلسطيني البطل النار باتجاه باص ينقل مستوطنين صهاينة ثم على سيارة تاكسي في محيط شارع «معاليه شالوما» ويصيب سبعة مستوطنين فجر الأحد بينهم ثلاثة بحالة حرجة وثلاثة جراحهم بين متوسطة وطفيفة، وتمكن منفذ العملية وبطلها الانسحاب من مسرح الحدث، ولم تفلح القوى الصهيونية المحتلة من اعتقاله بعد ان اختفى أثره، وسط هياج قوى الاحتلال التي اقتحمت حي سلوان جنوب المسجد الأقصى لاعتقادها انّ الفتى الفلسطيني انطلق من الحي وعاد اليه.
وبعد ساعات من الملاحقات والمداهمات الترويعية أعلن العدو انّ جيش الاحتلال ألقى القبض على منفذ العملية، والذي سلّم نفسه ويُدعى أمير الصيداوي، وهو من سكان القدس الشرقية، واعترف انه هو من نفذ عملية «التأديب».
إلا أنّ إذاعة الجيش «الإسرائيلي» شككت في رواية الأجهزة الأمنية وتظنّ انّ الشخص المذكور قد لا يكون الشخص الذي نفذ العملية !!
وأيا كان البطل الذي نفذ العملية هو الذي سلم نفسه باسم أمير الصيداوي، او الفاعل المسؤول الحقيقي، فالأمر سيان، وجديدها انّ العملية نفذها بطلان وليس بطلاً واحداً، وكلاهما لا يقلّ شجاعة وإقداماً وسمواً عن الآخر وخصوصاً البطل الذي سلّم نفسه باسم أمير الصيداوي لتغطية الفاعل الحقيقي وكلاهما ينافس الآخر في التضحية والإيثار والشهامة.
وعملية الأمس وغيرها من العمليات المماثلة تأتي رداً على ممارسات الاحتلال الإجرامية التي لم تتوقف يوماً واحداً منذ ثمانين عاماً تهجيراً وقتلاً وتعسفاً واضطهاداً…
وقد راهن العدو على أجيال الفلسطينيين الجديدة بعد غياب الجيل الذي أهلكته غصة ضياع فلسطين، ولكن الكيان المؤقت في فلسطين المحتلة يُفاجَأ كلّ يوم انّ الفلسطينيين الجدد هم أكثر وفاء وتعلقاً ببلدهم المحتلّ…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي