الفنانة السوريّة انطونيت نجيب تسدل ستارة المشهد الأخير بعد مسيرة من العطاء الفني تخطت نصف قرن

إعداد ـ عبير حمدان

غيّب الموت أمس، الفنانة السورية القديرة أنطوانيت نجيب عن عمر ناهز 92 عاماً إثر أزمة صحية.

ونعت وزارة الثقافة السورية ونقابة الفنانين السوريين ومديرية المسارح والموسيقى والوسط الفني الفنانة الراحلة أنطوانيت نجيب التي سيشيّع جثمانها عند الحادية عشرة من صباح اليوم من مشفى المدينة في دمشق إلى كنيسة الصليب المقدس للروم الأرثوذكس بالقصاع وسيُصلى على جثمانها عند الثانية ظهراً لتوارى الثرى في مقبرة باب شرقي.

وكانت الفنانة الراحلة أنطوانيت نجيب بدأت حياتها المهنية بعد انضمامها لنقابة الفنانين السوريين عام 1968 وشاركت في العديد من الأعمال مشكلة تاريخاً فنياً طويلاً وحافلاً بالأداء المميز.

وبرعت في عدة أدوار وخاصة دور الأم كما قدمت عدة عروض مسرحية متميزة واستطاعت بقدراتها وموهبتها أن تتقمص العديد من الشخصيات التي أسندت إليها حيث ظهرت للمرة الأولى في فيلم عاريات بلا خطيئة الذي تم عرضه في عام 1967 وشاركت في فيلمي «امرأة تسكن وحدها» و»واحد زائد واحد» في عام 1971.

توالت أعمالها الفنيّة وكان لها رصيد غني بالدراما السورية منها أدوارها في «صح النوم» و»الفصول الأربعة» و»الجوارح» و»أيام الغضب» و»أخوة التراب» و»البيادر» و»حمام القيشاني» و»وردة شامية» و»رياح الخماسين» و»الشام العدية» وغيرها الكثير ولا سيما الأعمال البدوية التي برعت فيها كما شاركت في مسلسل «روزانا» عام 2018 ومسلسل «فارس وخمس عوانس» الذي عرض عام 2020 ومسلسل «ببساطة» الجزء الثاني عام 2020. ومسلسل «شارع شيكاغو».

عملت صاحبة شخصيّة «نعيمة» في مسلسل الفصول الأربعة بالتمثيل الدرامي والمسرحي والسينمائي وحظيت بشهرة واسعة بعد تجسيدها العديد من الأدوار المسرحية منها «حط بالخرج» و»شغلة فاينة» و»الأشجار تموت واقفة» و»سهرة مع أبو خليل القباني» وغيرها. كما كان للسينما حصة في حياتها فتألقت في العديد من الأعمال السينمائية أشهرها «الرابعة بتوقيت الفردوس».

بعد مسيرة حافلة من العطاء الفني والذي استمر على مدار أكثر من نصف قرن، توفيت الفنانة السورية أنطوانيت نجيب، عن عمر ناهز 91 عامًا، حيث ولدت في 20 فبراير عام 1930، تاركة وراءها إرثًا فنيًا يتجاوز الـ200 عمل فنيّ، بين سينما ودراما ومسرح وإذاعة.

وفي تصريحات إعلامية قبل وفاتها، روت الفنانة الراحلة أنطوانيت نجيب، معاناتها مع المرض الذي سبّب لها إرهاقًا شديدًا وألمًا لا تقوى على تحمله، وتأكيدها أنّها في كل الأحوال لا تخاف الموت، لأنها لم تؤذ أحدا طيلة حياتها، وبالتالي هي تستعد لهذه اللحظة، وأنّها كثيرًا ما تدعو الله بأن تذهب إليه سريعًا حتى ترتاح من الألم الذي تشعر به.

حيث كانت تضطر لإجراء عملية غسيل كلوي مرة أو 2 كل أسبوع، وقد تكفلت نقابة الممثلين السوريين بمصاريف علاجها.

ومع انتشار خبر وفاة الفنانة الراحلة سارع عدد كبير من نجوم الفن في سورية إلى نعي الفنانة الراحلة التي تعتبر من أوائل الفنانين السوريين.

وكتبت سلاف فواخرجي، عبر حسابها بـ فيس بوك: وداعًا أنطوانيت نجيب بكل الوداعة التي كنتِ عليها وبكل الحب الذي تمتلكينه للآخرين ولي، كان لي نصيب جميل منكِ في بداياتي وخلال مسيرتي، وكم كنت ممتنة لوجودك في العديد من الأعمال والذي تصرحين به علنًا أنه من أجلي.

وأضافت: ولا أنسى أبدًا عندما طلبتُ إليكِ تشريفي في مشهد واحد في فيلمي رسائل الكرز فلم تتواني لحظة بل وشكرتني بجملة تركت أثرًا في قلبي، وقلتِ : شكرا لكِ يا بنتي فأنا أصولي من الجولان الحبيب، وداعًا أيتها الغالية يا ابنة الجولان الحبيب، لروحك الرحمة وكل السلام.

ونشرت الممثلة امل عرفة صوراً للممثلة الراحلة وعلّقت بالقول: «انطوانيت نجيب الرحلة ما كانت سهلة وداعاً الله يرحمها».

وكتبت الممثلة ديمة قندلفت: «القديرة انطوانيت نجيب ليكن ذكرك مؤبدا».

كما نعاها ايضاً الممثل السوري مصطفى الخاني الذي نشر صورة تجمعهما، وقال: «مدام انطوانيت نجيب في ذمة الله. الله يصبر أهلك وحبايبك».

ونشر جورج وسوف، صورة تجمعه بالفنانة السورية أنطوانيت نجيب، عبر حسابه بـ تويتر، خلال إحيائه إحدى الحفلات الغنائية، وهي تقوم باحتضانه بحنان شديد، ويمسك هو بيديها مبتسمًا.

ووصف وسوف، هذه الصورة بأنها عزيزة عليه جدًا «هالصورة عالمسرح غالية عليّ، الله يرحم الفنانة الكبيرة أنطوانيت نجيب، وتكون نفسا بالسما».

يذكر ان عائلة الفنانة الراحلة ستتقبل التعازي بعد الدفن في قاعة الكنيسة ومن ثم ستتقبل عائلتها التعازي يومي الجمعة والسبت القادمين في قاعة كنيسة الصليب في العاصمة السورية دمشق.