التعليق السياسي
قبل الانتخابات أم بعد الانتخابات؟
يتوهّم أركان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ومثلهم أركان حكومة لبيد – غانتس، أن إيران والمقاومة معنيان ببقاء ادارة بايدن وحكومة لبيد في السلطة، ولذلك يتوقعون من إيران والمقاومة تسهيلات في الملفات التفاوضية، إيران في ملفها النووي، والمقاومة في ملف ترسيم الحدود البحرية، ويظنون أن الكلام عن مخاطر التوقيع على اتفاق يُعيد الحقوق، سواء بالنسبة لإيران أو لبنان سيؤثر على الاستحقاقات الانتخابية لصالح خصومهم، سيشكل عامل تأثير لصالح تفهّم طلبات التأجيل.
تقول جماعة بايدن هل تريدون أن تروا دونالد ترامب مجدداً في البيت الأبيض، في ما تقول جماعة لبيد هل تريدون أن تروا بنيامين نتنياهو رئيساً لحكومة الكيان، ويعتقدون أن هذا الخوف الذي يسكنهم من فوز خصومهم الانتخابيين يمكن نقله إلى طاولات المفاوضات.
تجربة إيران مع ادارة بايدن تقول إن لا فرق بينها وبين إدارة ترامب، وإن الخيارات المطروحة اليوم على الطاولة والتي تدفع بإدارة بايدن للسير بالتفاوض لا علاقة لها بتمايز بين بايدن وترامب، فهي ناتجة عن تقدم برنامج إيران النووي من جهة، وأزمة الطاقة العالمية من جهة أخرى.
تجربة المقاومة مع حكومة لبيد تقول إن لا فرق بينه وبين نتنياهو، وإن ما يلزمه بالذهاب للتفاوض والخشية من الذهاب للمواجهة، لا علاقة له بوجود تمايزات بينه وبين نتنياهو، بل بموازين الردع التي فرضت حضورها طوال حكومات نتنياهو، من جهة، والحاجة الأميركية الأوروبية لتأمين بدائل لموارد الطاقة الروسية إلى أوروبا، وموقع شرق المتوسط في هذه البدائل من جهة أخرى.
الجداول الزمنية التي حاولت واشنطن تمريرها لتطبيق أي اتفاق نووي مع إيران لتأجيل الاتفاق النهائي لما بعد الانتخابات النصفية في الكونغرس، تمّ رفضها من إيران، ومساعي تأجيل التفاوض والاتفاق حول ترسيم الحدود أصابها الفشل بسبب رفض المقاومة.
كما ولّى زمن الهزائم ولّى زمن الرهانات على تغيير الحكومات في أميركا وكيان الاحتلال.