أخيرة

نافذة ضوء

النظرة الشاملة إلى الحياة والكون والفن*

A visão abrangente da vida,

do universo e da arte

يوسف المسمار**

النظرة الكلية الشاملة الى الحياة والكون والفن التي كشفها وأبدعها العالم الاجتماعي والفيلسوف السوري أنطون سعاده لا تقوم على التقليد والاقتباس والاستيراد، بل تقوم على التوليد والخلق والابتكار والإبداع. وجذورهذه النظرة الى الحياة عميقة جداً في حضارة الأمة السورية.

وعبقرية أنطون سعاده قامت بتجديدها وتحديثها وعصرنتها لغاية تحقيق نهضة عظيمة للأمة. ويمكن أن يعبّر عن هذه النظرة بالاتجاه الراقي والموقف الجدي في النهوض بالحياة وترقيتها وفي مواجهة مصاعب الحياة، وتفعيل ارادة الصراع والعمل الدائم في سبيل المُثُل العليا من اجل تشريف الحياة الانسانية.

انها نظرة واعية وواسعة تطلب الفهم السليم لطبيعة الحياة، والتعمّق والتوسع في فهم جوهر الحياة وتحسينها للوصول الى أعلى المستويات وأفضلها رقياً يليق بالأمة السورية الحضارية.

أما حقيقة النظرة الى الكون فهي نظرة سلبية لا تقبل ولا ترضى بالخضوع والاستسلام امام أسرار الكون وألغازه وخباياه الغامضة، بل تقول وتطلب الصراع من أجل اكتشاف كل ما يمكن اكتشافه من نواميس الكون وأسراره وخفاياه من اجل خير الانسانية جمعاء.

وأما النظرة الى الفن، فإن هذه النظرة تعني أن الإنسانالأمة عليه أن يُفَعّـل طاقاته ومواهبه وقدراته وكل قواه الروحيةالمادية من أجل تحقيق كل ما هو جميل ويمكن أن يحرّض الإنسانية على المعرفة الفاضلة، والحكمة السامية، ويحيا فضائل المحبة والرحمة والتعاون بين الأمم من أجل تعزيز قيم الحق والخير والجمال التي بها وبممارستها يمكن تحسين مستوى حياة الأفراد، وحياة الأمم، وإيجاد عالم إنساني أفضل، وقيم أرقى، وتطلعات سامية للوصول الى تحقيق مجتمع إنساني جديد في كل مكان على هذا الكوكب، حيث يجب أن لا يكون فيه مكان لمعتدٍ ومعتدى عليه، ولا لظالمٍ ومظلوم.

هذه بعض ملامح النظرة الشاملة الى الحياة والكون والفن التي أبدعها العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعاده انبثقت عنها فلسفة العقيدة القومية الاجتماعية أي عقيدة مجتمع الأمة الواعية حقيقتها، والمتطلعة دائماً الى الأمام، والعاملة لتحقيق حياة أفضل وعالم أجود، والحاملة رسالة الخير العام إلى جميع الأمم والشعوب.

 

*ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية.

**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السوريةالبرازيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى