تجمع شباب بعلبك الهرمل يخطو أولى خطواته في رحلة الالف ميل «طلوا عالبقاع» في مواجهة التهميش الاعلاميّ والسياحيّ
عبير حمدان
تغيب منطقة بعلبك الهرمل عن الخريطة السياحية إلا في ما ندر من المبادرات الفردية وذلك جراء تأطيرها بصورة نمطية مشوّهة، حيث يطفو على سطح بعض اصحاب التقارير الإعلامية الطالح ويسقط الجانب الصالح عمداً من حساباتهم.
وبعيداً عن النقاش في خلفية تقارير كهذه تبقى الاسئلة معلقة بانتظار اجابات شافية من الجهات المعنية حول كيفية إنصاف منطقة غنية بمواردها كافة في حال تمّ تفعيلها وزاخرة بكفاءات ابنائها رغم معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية وحتى التعليمية في ظل التهميش القائم منذ تأسست دولة لبنان الكبير والمستمرّ في التفاقم.
مع بداية الموسم السياحيّ أطلقت وزارة السياحة حملة حملت عنوان «أهلاً بهالطلة» بمواكبة إعلامية وبهدف تنشيط القطاع وفي جولة سريعة على موقع وزارة السياحة نجد على سبيل المثال لا الحصر مجرد نص عن كتاب للزميل كامل جابر وثق فيه المعالم الأثرية والطبيعية في مدينة الهرمل دون أن يكون مرفق بأي صورة في مقابل إظهار مواقع في مناطق مختلفة من لبنان بالتفاصيل والصور.
في ظل هذا الواقع اختار «تجمع شباب بعلبك الهرمل» المواجهة بما يمتلكون من محبة وإصرار على إظهار الوجه الحقيقي لبقاعهم بما يضمّ من القيم والجمال والترحاب وبما يزخر من مواقع أثرية وثروات طبيعية تستحق الاضاءة عليها والتمتع بزيارتها، فكانت حملة «طلوا عالبقاع» التي اجتاحت مواقع التواصل بهدف كسر الصورة النمطية المسبقة عن المنطقة واعقبتها جولة سياحية في مدينة الهرمل بحضور وزير العمل مصطفى بيرم والنائب الدكتور إيهاب حمادة ورئيس بلدية الهرمل صبحي صقر وفعاليات إعلامية.
«تجمع شباب بعلبك الهرمل» انطلق كفكرة منذ خمس سنوات وفق محمد منذر أحد مؤسسيه، الذي أكد لـ»البناء» أن الازمات التي مرت حدّت من تحركهم وقال: «بدأنا منذ خمس سنوات بعيداً عن أي إطار حزبي مع تركيزنا على التنوع الذي يسقط المفهوم الطائفي، وبعد ما حصل في 17 تشرين تباينت المواقف وتلا ذلك الإقفال جراء جائحة كورونا مما اصاب كل النشاطات بالركود، إلى أن قررنا استئناف ما بدأناه منذ أشهر قليلة وبعد سلسلة من اللقاءات والنقاشات مع عدة فعاليات في المنطقة من رؤساء بلديات ونواب ووزراء لاستقراء الواقع وكيفية التعاطي معه».
وأضاف: «مشروعنا يلحظ بالدرجة الاولى الطاقات الشبابية التي يهم اصحابها تقديم عمل تطوعي لضمها الى هذا التجمع، وهدفنا الاساسي إظهار الصورة الفعلية للشباب البقاعي بعيداً عن النمطية السائدة سواء إعلامياً او عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو بالعمل الميداني من خلال ورش العمل والندوات وصولا الى هذه المبادرة التي اطلقناها تحت عنوان «طلوا عالبقاع»، وذلك بعد ان لمسنا أن وزارة السياحة لم تلحظ ضمن حملتها منطقة بعلبك الهرمل وكان التركيز على مناطق أخرى لجهة الترويج الإعلامي».
وأكد منذر أن هناك مبادرات كثيرة مقبلة لتشمل كل المواقع الاثرية والسياحية والدينية في المنطقة وهذه الجولة في مدينة الهرمل هي الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل.
ولفت منذر إلى ان جميع المشاركين في التجمع متطوعون ولديهم نية أن يكون لديهم مقر مركزي لهم يشعرهم بالانتماء والاستمرار بمشروعهم رغم كل ما يعترضهم من صعوبات.
يذكر أن الجولة شملت رياضة الرافتينغ التي تتفرد بها مدينة الهرمل وفق ما قال محمد علي العميري «أن رياضة الرافتينغ فريدة في نهر العاصي وهي عبارة عن سياحة بيئية صيفية».
كما لفت العميري الى أهمية الثروة السمكية في الهرمل التي تنافس السمك النروجي ويتم تصديرها الى الدول العربية، والتي استقدمها عمه الدكتور غسان العميري في ستينيات القرن فكانت أول مزرعة لتربية الاسماك في نهر العاصي.